زَجَلُ الصّواريخ... والجرائم النّازِحة... ومُسَيَّرات الحلبيّ

17/04/2024 01:00PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

١- زَجَل صاروخيّ

من المؤسف أنّنا مُجبَرون على متابعة حَفلات الزَّجل الصّاروخيّ الحديثة بين إيران وإسرائيل، التي وإن أتت بلا ضحايا فهي استعراضات مؤذية إنسانيّا واقتصاديّا، ومن الممكن أن تتحوّل بدعسة ناقصة إلى حفلات دمويّة مخيفة، فلا يعود تشبيهُها بحفلات الزّجل ممكِنا.

ولاية الفيه تحاول حفظ ماء الوجه، بِأسراب من المسيَّرات والصّواريخ التي يكفي أن تتبَختَر في الفضاء ليلا، لتروي غليل جمهورها المُستمِيت على نصر، ولَو من ورق. وإسرائيل تحضّر رَدَّتَها على مَهل، وكما يبدو، ممنوعٌ على الطَّرَفَين زيادة بَيت ناريّ على رَدَّتِه وهو على المنبر. تماما مثلما يحصل في تحضير حفلة زَجَل، غَير أنّ النهاية في حفلات الزّجل الصّاروخيّ، ليست مضمونة النّتائج السعيدة في نهايتها، ومن الممكن ألّا يستطيع الجمهور عودة إلى البيت...

فهل هذه الحفلات ستكون وسيلة ضغط لإنهاء حرب غزّة؟ أم أنّها ستَنقل النّار إلى غير دِيار؟

٢- جرائم نازِحة

صار علينا، حين تقع جريمة بِيد سوريّة عندنا، أن نسأل: هل القاتل من النّازحين؟ هل يحمل الوثائق القانونيّة المطلوبة للإستيطان في بلاد الأَرْز وأَرُزّ الأمم المتّحدة ودولاراتها؟...

نحن نُقتَل، وليس عندنا مَن يَردّ الموت عنّا، وكيفما أتَينا الكلام نُتَّهم بالعنصريّة. 

لا القضاء ذو وهرة وقدرة، ولا الأمن عندنا يُصِيب القاتل بِ "كرِيزَة" خوف، ولا السّجون التي عندنا تخيف مثل سجون سوريا، إذ إنّ الداخل إليها مفقود، والخارج منها غير موجود...

نحن ضحايا سُلطتنا الفاسدة، ودُيوكِنا التي تستيقظ بعد الظُّهر، والغرباء الذين يدافع عنهم سفراؤهم عندنا أكثر ممّا تَذكُرُنا سُلطتنا بالخير الذي لا يعرفها ولا تعرفه.

استنادا إلى إحصاء السّلطة: ثلاثون في المئة من شاغِلي السّجون اللبنانيّة سوريّون.

وبِلا إحصاء رسميّ: خمسون في المئة من شاغِلي الأرض اللبنانيّة سوريّون.

عمليّا، خرج جيش الاحتلال السوريّ من لبنان، فأرسَل بشّار الأسد شعبَه كبديل، كي لا نشعر بالفراغ، باعتبار أنّ الفراغ الرئاسيّ يَكفينا.

فَمَن يعرف نسبة المجَنَّدين أمنيّا من هؤلاء النّازحين؟ ومَن مِنّا يعرف في أيّ يوم ستزورُه جريمة نازِحة، وتَنزح به صَوب الأبديّة؟

٣- "مُسَيَّرات" الامتحانات الرّسميّة

يُصرّ وزير التربية، الخبير في شؤون التعليم وشُجونه، كَونُهُ قاضيًا، يعرف قصور العدل بِلاطةً بِلاطة، على إجراء امتحان فولكلوريّ، لطلّاب شهادة البريفه في مدارسهم، وبمراقبة إداراتها ومعلّميها. وربّما كان الوزير الحلبيّ يَدرس إمكانيّة إجراء هذا الامتحان التاريخيّ في بيوت الطلّاب، بمراقبة الأهل والجيران، فعَدَل عن فكرته بسبب ارتباط الأهل بأشغالهم خارج البيت.

وعليه، وبِلا تحديد وقت معيّن وثابت في شهر حزيران، سيخضع طلّاب البريفه للامتحان، الذي يُحتِسَب مِنه ٣٥ في المئة من مجموع علامات الطالب، و٦٥ في المئة لمعدّل التلميذ في المدرسة، للعام الدراسيّ الحاليّ.

أمّا عن المسابقات، فستصل في صباح كلّ يوم امتحان بواسطة الإنترنت، التي تعمل بشكل ممتاز في كلّ المدارس الرسميّة المجهَّزة تكنولوجيّا بما يسرّ الخاطر، وكلّ أجهزتها الحديثة مُشَنشَلة بالخرز الأزرق مَخافةَ صَيبة العين.

وربّما، في حال تَعثُّرَ وضع الإرسال، سَيُصار إلى الاستعانة بالمُسَيَّرات لنَقل مسابقات الامتحان الرّسميّ المُسَجَّل كاختراع العصر، بِاسم الوزير الحلبيّ.

نعم، إنّها المَهزَلة بِشَحمِها ولَحمِها.

مع العلم، أنّ شهادة البريفه لم تَعُد تَرُدّ سعر الكرتونة التي تحمل توقيع وزارة التربية، ولا يعلّقها على الحيط إلّا الحَيط.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa