كلٌّ يستشهد... على لَيْلاه

24/04/2024 12:40PM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة":

١- الوزير الحَلبي يُغِير على الجنوب

بَعد مَهزلة توقيت الامتحانات الرّسميّة، التي كان بَطَلاها المدير العامّ عماد الأشقر، مُعلِنا موعدَها قبل الثاني عشر من حزيران، والوزير عبّاس الحلبي ناسفًا إعلان الأشقر، مُصدِرا مذكّرة في مواعيد الامتحانات، الجارية ابتداءً من التاسع والعشرين من حزيران،  بإذن الله، وحزبِه، ووزارة التربية، التي صارت فرعًا ثانيا لِبُرج بابل.

غير أنّ طلّاب الجنوب لم تَشملهم مذكّرة الحلبي، واعتبر مدراء المدارس والأهل والطلّاب، جنوبًا، أنّهم مستَهدَفون بِمُسيَّرة حلَبيّة، استنادا إلى أنّ معاليه سيَخُصّ طلّاب القرى الحدوديّة بامتحانات خالية من الدَّسَم، تتّصف بالتّسهيل، ما يعني أنّنا أمام شهادتَين لبنانيّتَين: واحدة بِسَمنة، وواحدة بِزَيت. الأمر الذي يرفضه المعنيّون جنوبا، وها هم يلجأون إلى الرّئيس برّي للاستعانة بأرنب من أرانبه الذهبيّة: فهَل سيتساوَى طلّاب الجنوب مع زملائهم في كلّ لبنان، من حيث الموادّ التي سيُمتحنون فيها؟ أم العكس صحيح، فيلجأ الوزير إلى اعتماد الموادّ الاختياريّة للجميع؟

أو: هل تُلغى الامتحانات الرسميّة بشكل مفاجئ، إذا قرّر الرّئيس برّي تحيّةً، على طريقته، إلى أهل الجنوب؟

 

٢- قواعد الاشتباك... طويلة العمر

تربط المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، النّار الجنوبيّة بِنار غَزّة. وتستمرّ المقاومة بمشيئة ولاية الفقيه الإيرانيّة. 

صحيح أنّ طهران وتل أبيب تتبادان الضّرب بِوَسائد النّوم، مثل الإخوة الصّغار مساءً، غير أنّ المسألة تختلف عندنا لأنّ تَبادُل الضّرب يتمّ بما يَجعلنا ننام إلى الأبد، أو بِما يَحرمنا النّوم إذا كُنّا ذَوِي حظوظ.

ولم نعُد في دائرة الخطر المدروس والمُهندَس كما كان، لأنّ العدوّ الإسرائيليّ يدرس من كلّ عقلِه الدّمويّ إمكانيّة زيارتنا وجهًا لِوجه، بحثا عن انتصار ما، أو ربّما في سياق أبعد من ذلك، لا يعرفه حصرا إلّا إسرائيل وأميركا، ويَقضي بالتَّوَجُّه نحو شرق جديد، لا يُشبِه شرق الشاعر خليل حاوي، والفنّان مرسال خليفِه. 

٣- شُهداء... بِلا علَم لبنان

من المُلاحَظ أنّ أدبيّات النََعي تختلف بين حزب الله وحركة أمل.

فحزب الله يعتمد عبارة: "ارتقى شهيدا على طريق القُدس"، ولا ورود لكلمة لبنان في نعيِه شهداءه، كما أنّ نعوش الشّهداء، المُنتمين إليه، لا تُلَفّ بالعَلم اللبنانيّ. 

أمّا حركة أمَل فتبدو في أدبيّات نَعيِها لشهدائها مختلفة بشكل لافت، وتعلن أنّهم استشهدوا "دفاعا عن لبنان والجنوب"، غير أنّها هي أيضا تكتفي بِعَلَمِها على نعش الشّهيد.

وليس اعتبار الشّكل في هذه المسألة سوى انعكاس واضح للمضمون. فحزب الله لا يؤمن بلبنان، في جهاده الدّينيّ، وفي الوقت نفسه يطلب من اللبنانيّين كلّهم أن يلتفّوا حولَه، ويطالب بالدولة العلمانيّة، في حين أنّه مؤسّسة، سياسيّة وعسكريّة، جهاديّة، لا يمكن أن تتّسع لأيّ طائفة أخرى، ولا يمكن أن تتّسع حتّى للطائفة الشيعيّة. وها هي حركة أَمَل ترفض أن تستغني عن كلمة "لبنان"، و"الدّفاع عنه"، اعترافا بالكيان اللبنانيّ والانتماء إليه، مثلما ترفض الالتحاق بولاية الفقيه.

وعليه، لا مصلحة لحركة أمل، في الوقوف إلى جانب حزب الله في حرب غزّة، لَولا الانتخابات النيابيّة، فهي تخشى هجوم الحزب عليها بصفتها حركة لا تقاوم، ولم تقدّم شهداء حديثا، في حين أنّ الرئيس برّي يعتبر الحركة سبّاقة ورائدة في مَسِيرة المقاوَمة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، قبل حزب الله.

ولا أحد أكثر من برّي يعرف طموح حزب الله، لا سيّما بعد حرب غزّة، إلى قَشّ الساحة الشيعيّة كلّها في صناديق الانتخاب.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa