تشييع شهداء الجماعة الإسلامية: هيبة الموقف تُغتال برصاصة طائشة!

29/04/2024 11:43AM

كتبت جوانا صابر في السياسة:

ليست المرة الأولى التي يتحول فيها تشييع شهداء الجماعة الاسلامية لحدث بحد ذاته. فالمظاهر المسلحة والرصاص الطائش وعمليات الترويع والترهيب صارت هي الخبر وتحول التشييع الى حدث جانبي رغم هيبة الموقف.

وفي التفاصيل، شيعت الجماعة الاسلامية أمس الشهيدين مصعب سعيد خلف وبلال محمد في عكار، غير أن الانظار تحولت عن التشييع إلى المظاهر المسلحة وإطلاق النار في الهواء الذي أدى إصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفل في الرأس وهي إصابة حرجة كان ضحيتها مدنيون آمنون لم يعرفوا أن تشييع من يقاتل العدو الإسرائيلي سوف يؤدي إلى سقوطهم.


وبعد الاستنكار الكبير أمس من الفعليات السياسة والمواطنين، سارعت الجماعة الإسلامية لاتخاذ موقف من مشهد عكار، وهي ظاهرة كانت بيروت قد شهدتها نفسها قبل أسابيع. 

وفي حديث خاص مع موقع "السياسة" قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي أبو ياسين إنّ: "مقام الشهادة في مواجهة العدو الاسرائيلي مقام مهيب ولكن ما حصل من إطلاق للنار وما رافق ذلك أصبح بيد قيادة الجماعة التي تتابع وتتحقق من الحادثة من أجل الوصول الى نتيجة في هذا الاطار". معتبراً أن: "من يدافع عن أرض الوطن في وجه العدو الاسرائيلي ولديه مشروعه الإصلاحي لهذا البلد لا يمكن أن يوافق على ما حصل أمس".

وأكد عبر "السياسة" أن المشهد لن يتكرر، وقال: "حتمًا ستكون هذه الحادثة النقطة الأخيرة وهناك تدابير من أجل عدم تكرار ما حصل يوم الأحد". 

وعن تداعيات ما حصل شدد أبو ياسين على أنّ: "الموضوع قيد المتابعة ولا نرضى بتفلت تفلت السلاح وتفاقم الوضع وكلامنا ليس للإطراء وعلى العكس نحن مع الجيش اللبناني ونحن وراء الجيش والدولة لحماية الجنوب ولبنان". 


منيمنة... بين المؤسسات الشرعية والسلاح الخفيف


من جهة ثانية، لطالما عبّر عن موقف اللبنانين ومنذ بداية الأحداث النائب ابراهيم منيمنة الذي كانت له وقفات معارضة لمظاهر الجماعة الاسلامية المسلحة والتي لم نشهدها مع أطراف أخرى دخلت في الصراع حين شيعت شهداءها.

 وفي إتصال مع موقع "السياسة" أشار منيمنة إلى أن: "كل سلاح خارج الدولة هو سلاح غير شرعي ومرفوض. ونعم هناك وضع إستثنائي جنوبًا ولكن لا نريد تكريس هذا الحدث من أجل الظهور  المسلح، وأثبتت وجهة نظرنا أن السلاح يتحول لحماية السلاح وسقط ضحايا أطفال وأبرياء جراء هذا التفلت".

وشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية معتبراً أن: "هذا السلاح غير الشرعي يشكل تهديدًا حقيقيًا للأبرياء والمدنيين". 

وعن التطمينات لجهة عدم تكرار ما حصل، أشار منيمنة إلى أن: "التجارب السابقة اكدت أن الضمانات والتطمينات السابقة سقطت والضمانة الوحيدة اليوم هي الدولة". 

وختم منيمنة: "الناس متعاطفة مع القضية الفلسطينية وضدّ الإبادة التي يمارسها العدو الصهيوني على أهل غزة ولهذا السبب تعتبر أن السلاح نوع من ردة فعل على هذه العمليات الاجرامية. ولكن السلاح الخفيف والمواجهة من هذا النوع لا يمكن أن يخلقا توازنًا وهناك علامات استفهام حقيقية عن جدوى هذا الموضوع".

وشدد على أنّ:" دعم القضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر قرار وطني كبير وكخيار في يد المؤسسات الشرعية". 


إلى ذلك، يقترب لبنان أكثر من أي وقت مضى إلى نقطة اللاعودة التي قد تسقطه في حرب شاملة مع إسرائيل بعدما بدأت مناوشات الجنوب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أكثر من ٢٠٠ يوم. ويحصل ذلك في إطار وجود مساعٍ دولية حقيقية لفرملة الجنوح نحو حرب مدمرة ستقضي على ما تبقى من هذا البلد. 

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa