بعد ٧ أيّار... "نَقَشَت" مع حزب الله

08/05/2024 01:01PM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

١- ٧ أيّار... الحريريّ

لافتًا كان تعليق دولة الرّئيس سعد الحريري، على ذكرى أحداث السّابع من أيّار، إذ اكتفى بتسمية ما حصل ظُلْمًا.

إنّ مَن لم يصل إليهم الأذى بالقدر الذي وصل إلى الحريري في ذلك "اليوم المجيد" بحسب حزب الله، تجرَّأوا على ذكر الحزب، كمسؤول عن اجتياح بيروت والجبل، مُرهِّبا وفارِضًا سلطته، المعروفة بسلطة الأمر الواقع. 

فَكيف لِسعد الحريري أن يكون قائدا وممثّلا، على مستوى سُنّة لبنان، والشّعب اللبنانيّ، طالما أنّه يعتكف، ويعلّق عمله السياسيّ، وهو خارج لبنان؟

وكيف يترك ناسَه بِلا خِطاب واضح وصَلب، ذي ثوابت لا تتغيّر بتغيُّر الظروف السياسيّة، إقليميّا ولبنانيّا؟...

لن يجد حزب الله أكثر من الحريري الابن مُسالَمةً هي أقرب ما تكون إلى الاستسلام. وعمليّا، يعني هذا الواقع أنّ تيّار المستقبل يتراجع حضورا، لأنّه يشكو اليُتمَ... والآباء لا يُولَدون على الطَّلَب.

٢- ٧ أيّار... الجنبلاطيّ

وهل يريد الحزب أخصامًا أفضل من الزعيم الدّرزيّ الأوّل وليد جنبلاط؟ هو قاتَل في السابع من أيّار، وهَدَّ وقدَّ، ثمّ قدَّم الطاعة لحزب الله، غامِسًا رِجلًا في بُور السّيادة ورِجلا في فِلاحة المُمانَعة.

ولَهُ خِطابٌ عند كلِّ استدارة، يُوحي بأنّ جنبلاط حكيمُ عصرِه، والرؤيويّ الأوّل، محافِظًا على كلّ المُتعارِضات في شخصيّته، فهو الإقطاعيّ، والطائفيّ، والإشتراكيّ، والعلمانيّ، والعالَميّ، والديمقراطيّ، في وقت واحد.

لقد تَوَفَّق حزب الله بجنبلاط، لأنّه يبدو مختلِفا عن الحزب، ومختلِفا معه، غير أنّه في الواقع، يعمل بِما يُريحه عند الانعطافات المهمّة.

جنبلاط والحريري نَسِيا السّابع من أيّار، وهما يبحثان عن استمرار لدَورهما في السياسة، لا أكثر ولا أقلّ.

٣- ٧ أيّار... اللبنانيّ

واللبنانيّون، قد توفّق حزب الله بقسم كبير منهم أيضا. وهؤلاء موَزَّعون بين مَن هو مُصاب بداء النسيان السّريع، ومَن هو يشكو فقدان النّظر السياسيّ والوطنيّ، فيعيد انتخاب الداء مُراهِنا على أنّه الدّواء الشافي، ومَن هو يحتفظ بخطاب معادٍ لحزب الله، وفي الوقت نفسه يداري بِيد من حرير، لأنّه لا يملك يدًا من حديد...

في الواقع، نما حزب الله وتطوَّر وازداد قوَّةً، بِفضل حليب السّباع الذي سقاه إيّاه "يومُه المجيد"، في حين أنّ الذين يدورون خارج فَلَكِه، ناشِدين الدولة ومؤسّساتها، لم يستطيعوا الوقوف متَّحِدين على ضفّة المواجهة. 

إنّ حزب الله، ومنذ بداية "طوفان الأقصى" يخطف لبنان كلَّه، ويضع أهل الجنوب تحت رحمة الموت والخوف على المصير، والفقر، والتشرُّد... ولا أحد يستطيع أن يقول له: ما الكُحلُ في عينِكَ.

ولا شكّ في أنّه سيرتدّ نحو الداخل اللبنانيّ، بعد انتهاء حرب غزّة، لِمواصلة جِهاده في الداخل.

لم يكُن السّابع من أيّار يوما غريبا عن روزنامة جهاد المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، إنّما هو يوم أصيلٌ من هذه الروزنامة. وعليه، فإنّ حزب الله سيواصل استثمار نتائج السابع من أيّار، وغيرِه من الأيّام المجيدة في روزنامة الجِهاد، الموقِّعة من ولاية الفقيه الإيرانيّة يومًا يومًا.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa