في كفرشيما: تحرش أستاذ بقاصرات... سنوات من الجرائم المتكررة وتوقيفات تصدم الجميع

كتبت جوانا صابر في السياسة:

وكأنّ السبحة كرّت، وبات كلّ فرد منا عاجز عن استيعاب الصدمات حيال جرائم التحرش والاغتصاب الذي شهدت فورة لم يعرفها لبنان سابقًا. وفيما يحاول اللّبنانيون استيعاب فضيحة تيك توك واستغلال الأطفال واغتصابهم وابتزازهم ظهرت فضيحة أخرى من العيار الثقيل حينما انفجرت قنبلة تحرش أستاذ وموظف أمن في إحدى المدارس بقاصرات. 

وفي حين ينبغي أن تكون المدرسة كنفًا آمنًا لكلّ تلميذ، صارت مؤخرًا كابوسًا في كفرشيما بعد انكشاف الجريمة وبدء التوقيفات الأمنية. 

"السياسة" بدأت بمتابعة الملف الذي يضاهي أهمية الأزمات السياسية كلّها.

 وفي المعلومات ،كشفت مصادر رفيعة المستوى تفاصيل صادمة حول قضية التحرش بقاصرات في مدرسة الليسيه ايمانويل، حيث تمّ توقيف مدير المدرسة ومعلم رياضة وحارس أمن بتهمة التحرش بتلميذات المدرسة.

وبدأت خيوط القضية بالظهور إلى العلن يوم أمس الخميس، حيث تمّ توقيف المتهمين الثلاثة عند الساعة السابعة إلا ربع مساءً، وذلك بعد اكتشاف تسجيل صوتي خادش للحياء أُرسل إلى هاتف إحدى التلميذات من قبل أحد المتهمين.

وبحسب المعلومات، فقد تمّ إرسال كتاب إلى القاضية غادة عون كشفت عن تفاصيل القضية، والتي كلّفت بدورها القاضية نازك الخطيب بمباشرة التحقيق.

وأظهرت التحقيقات الأولية أنّ جريمة التحرش قد تكون قد بدأت منذ حوالي 3 سنوات، وأنّ المتهمين هم معلم الرياضة ر.غ وحارس الأمن ف.ع، بالإضافة إلى مدير المدرسة ج.ي الذي تضاربت المعلومات حول علمه بالواقعة.

كما كشفت التحقيقات أنّ حارس الأمن ف.ع كان قد تمّ توقيفه قبل شهرين بتهمة التحرش، لكنّه أُخلي سبيله لاحقاً.

وإلى الآن، تمّ إصدار مذكرة توقيف بحقّ معلم الرياضيات ر.غ، بينما لا تزال التحقيقات جارية لكشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية المُفجعة.

رئيس بلدية كفرشيما: لا معطيات كافية لدينا، والقضية بيد القضاء

تواصلت  السياسة مع رئيس بلدية كفرشيما، المحامي وسيم الرجي، للوقوف على تفاصيل قضية التحرش بقاصرات في مدرسة الليسي أيمانيول.

وأكد الرجي أنّه لا يملك معطيات كافية حول القضية، نظراً لوجوده خارج لبنان خلال فترة وقوعها.

وأعرب عن تفاجئه بالحادثة، مشدّداً على أنّ البلدية لن تتخذ أيّ إجراءات بحقّ المدرسة، كون القضية قد أصبحت بيد القضاء.

وقال الرجي: "إنّ صلاحيات التحقيق والمحاكمة في هذه القضية تقع على عاتق القضاء، وعليه سننتظر قراراته لنرى ما هي الإجراءات اللازمة التي يجب اتخاذها". 

وأوضح الرجي أيضاً أنّ البلدية لم تتلقّ أيّ شكوى من قبل أيّ من أهالي التلامذة حول تعرّضهم للتحرش أو أيّ نوع من الانتهاكات داخل المدرسة.

تضامن من لجنةالأهالي مع إدارة المدرسة

من جهة أخرى، أكدت لجنة أهالي مدرسة الليسه ايمانويل، لموقع السياسة وقوفها التامّ إلى جانب إدارة المدرسة ودعمها في مواجهة ما يتداول من أخبار كاذبة وملفقة.

ورأت اللجنة على أنّ هذه الأخبار لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنّ هدفها هو تشويه سمعة المدرسة المُشرّفة.

وأشادت اللجنة بالجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المدرسة على الصعيدين الأكاديمي والأخلاقي، وشدّدت على أنّها تُربي أجيالاً واعية ومثقفة تُساهم في بناء المجتمع.

ودعت اللجنة جميع أهالي التلامذة لحضور وقفة تضامنية مع إدارة المدرسة، والتي ستُقام في باحة ملعب المدرسة اليوم الساعة الواحدة.

الهيئة التعليمية في مدرسة الليسه ايمانويل تنفي الاتهامات

وعلى صعيد متصل،أعلنت الهيئة التعليمية في مدرسة الليسه ايمانويل عن وقوفها التامّ إلى جانب إدارة المدرسة ودعمها في مواجهة ما يتداول من أخبار كاذبة وملفقة.

وأكّدت الهيئة على أنّ هذه الأخبار لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنّ هدفها هو تشويه سمعة المدرسة المُشرّفة.

وأشادت الهيئة بالجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المدرسة على الصعيدين الأكاديمي والأخلاقي، وشدّدت على أنّها تُربي أجيالاً واعية ومثقفة تُساهم في بناء المجتمع.

كما أكّدت الهيئة أنّ أولادها مسجّلون في المدرسة، وأنّها ستبقى مستمرّة في العمل فيها بكلّ محبّة وثقة وإيمان.

الإدارة لا تنفي وهذا ما تؤكد عليه

وفي ظلّ هذا الترقب كلّه وتضارب المعلومات والغضب، أصدرت إدارة المدرسة بيانًا، أكدت فيه أنّ الأستاذ المتهم مطرود من المدرسة منذ شهرين وموظف الأمن كذلك، مشيرة إلى أنّ مدير المدرسة ليس متهمًا وإنما يخضع للتحقيق في ظلّ إجراء روتيني طبيعي. 

لا شك أن قضية التحرش بقاصرات في مدرسة الليسيه ايمانويل تمثل أزمة أخلاقية تهزّ أركان المجتمع اللبناني بأكمله. إلّا أنّ تكرار هذه الحوادث يُظهر فلتانًا أمنيًا وأخلاقيًا غير مسبوق تمكن إيجابيته الوحيدة في أنّ الضحايا لم يقررن السكوت ورفعن الصوت حتى ينال المجرم عقابه.