كفى إهانة لأمهاتنا… رحم الله أم حسن

كتب رامي نعيم في "السياسة":

خطَف الموت والدة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الحاجة أم حسن، فانهالت التعليقات بين معزّين وشامتين. لم يحترم اللبنانيون والسوريون والخليجيون بأغلبيّتهم رهبة الموت وقَدَر الله وعظمة الأمومة. خلافهم مع حزب الله وسياساته الإيرانية أوصلهم إلى الحقد وإلى إقفال أبواب المحبة والتسامح حتى بوجه الموت نفسه. ولكن من تكون الراحلة والدة السيد نصرالله؟ على السوشيل ميديا وفي نظر محبّي سياسة الحزب وفريقه الممانع هي والدة رمزٍ دينيّ سياسيّ قوميّ من سلالة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهي من زرعت بإبنها بذور المقاومة والصبر والنضال.

أما بنظر منتقدي سياسة الحزب وفريقه الممانع وعلى السوشيل ميديا أيضاً، فهي والدة قاتل الأطفال السوريين وهي والدة قاتل الشهداء من رفيق الحريري إلى يومنا هذا وهي والدة من جرّ لبنان إلى حروب عبثية ومنها "لو كنت أعلم" وهي والدة من أضعف الدولة ومنع التحقيق في تفجير مرفأ بيروت ومن ومن ومن ومن… 

أيّ واحدة هي والدة السيد حسن نصرالله ؟ 

أياً يكن موقفنا السياسيّ فللأمومة قدسية وللموت حرمة وما علينا سوى أن نذكر محاسن موتانا… وموقفنا السياسيّ من ابنها لا ينسحب عليها. فإهانتها إهانة لأمهاتنا ولكل أم على هذه الفانية. رحم الله الحاجة أم حسن وأسكنها فسيح جنانه وزرع رحمة في قلوب من يتعاطون الشأن العام لأن فقدان الإنسانية في أي ظرف ينعكس فقداناً لها في كل الظروف.