هدوء في الحركة السياسية إلى ما بعد عيد الأضحى

16/06/2024 08:12AM

جاء في "الأنباء الكويتية":

بدا أن جهدا دوليا كبيرا يبذل في سبيل ضبط المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في الجنوب اللبناني، جهد تقوده الولايات المتحدة الأميركية بمساندة كبيرة من فرنسا، مع الإعلان عن توجه كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين إلى إسرائيل يوم الإثنين، للعمل على منع ذهاب الأمور على الحدود مع لبنان نحو حرب شاملة معروف كيف تندلع وغير معروف ما تحمله من خسائر على طرفيها، وكيف تتوقف.

إعلان تضمن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل، من دون الإشارة إلى توجهه بعدها إلى لبنان، ذلك ان الأمر متوقف على نتائح مباحثاته في إسرائيل، وفي ضوئها يتوجه إلى لبنان، سواء للعمل على عقد تسوية بشأن ضبط القتال، مع تعذر إيقافه لإصرار حزب الله على ربط أي وقف للنار في الجنوب اللبناني بوقف العمليات الحربية الإسرائيلية بشكل كامل في غزة. أو ربما تكون زيارة هوكشتاين إلى بيروت، في حال حصولها، لتمرير رسالة بتهديد جدي وتحذير أخير إلى الجانب اللبناني من استعداد إسرائيل لإطلاق عملية عسكرية كبرى تستهدف لبنان.

في أي حال، تقدم الملف العسكري على الملف السياسي الرئاسي اللبناني العالق، مع تعثر انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية منذ 31 أكتوبر 2023، تاريخ نهاية ولاية الرئيس الثالث عشر للجمهورية العماد ميشال عون.

وبدا أيضا ان حركة الأحزاب والكتل السياسية الداخلية لتقريب وجهات النظر وملاقاة رئيس مجلس النواب نبيه بري في طرحه الحوار او التشاور قبل الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس، بعد مرور سنة كاملة على عقد جلسة أخيرة في 14 يونيو 2023، تقدم فيها الوزير السابق جهاد أزعور المتقاطع على اسمه بين قوى المعارضة، على رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من «الثنائي» 59 – 51، قد خفت بانتظار تطورات الميدان الجنوبي، في ضوء اقتناع الكثيرين من أهل الداخل اللبناني بأن الطريق إلى القاعة العامة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية يمر بغزة، وفق المعادلة التي كرسها حزب الله.

وقال ناشط سياسي شمالي مرشح للعب دور رئيسي في العهد المقبل لـ«الأنباء»: «غزة ثم غزة»، في إشارة إلى توقع حصول انفراجات على الساحتين السياسية والميدانية في لبنان.

وكان الوضع الميداني على الحدود الجنوبية للبنان حضر بقوة في قمة الدول السبع في إيطاليا. ولفت إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية مع الولايات المتحدة وإسرائيل لمناقشة خريطة طريق من أجل نزع فتيل التوتر على الحدود مع لبنان.

وقد سارع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى رفض التعاون مع تحرك تشارك فيه فرنسا التي وصفها بأنها «تعتمد سياسة عدائية حيال إسرائيل وتتجاهل الفظائع التي ترتكبها حماس». غير ان موقفا رسميا صدر عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر ان تصريح الوزير غالانت لا يعبر عن موقف الحكومة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت ان الجيش الإسرائيلي أوصى القيادة السياسية بضرورة إنهاء الحرب في رفح بسرعة والتقدم للهجوم على لبنان.

من جهته، عبر الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مرجان حق، «عن القلق الشديد من التصعيد الأخير على الحدود اللبنانية»، مشيرا إلى ان الوضع ينذر بتفجر صراع إقليمي. ودعا إلى «خفض التصعيد والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس».

غير أن خبراء قالوا لـ «الأنباء» ان التصعيد هو بمنزلة مد وجزر يفرضه واقع الميدان، وذكروا ان الجميع يلتزم بقواعد الاشتباك، ولا أحد يريد الذهاب بعيدا في الحرب، وهذا يعني بقاء الوضع محكوما بما ستؤول إليه الحرب في غزة.

سياسيا، أقفلت صفحة الاتصالات حتى انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، اذ يتوقع إعطاء الزخم إلى التحركات مع وصول أمين سر دولة الڤاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى بيروت لترؤس قداس في جامعة القديس يوسف بالأشرفية بدعوة من منظمة فرسان مالطا ذات السيادة.

وكشف النائب أغوب بقرادونيان في تصريح لقناة «ان بي ان» التلفزيونية التابعة لحركة «أمل»، عن أن الكاردينال بارولين يحمل مبادرة لجمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير حعجع، في خطوة تهدف إلى تذليل العقبات أمام انتخاب رئيس للجمهورية.

بدوره، حدد رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في تصريح إلى قناة «أم تي ڤي» التلفزيونية شروطه للقبول بالحوار، وهي استعداد «الثنائي» للتخلي عن ترشيح سليمان فرنجية، وألا يكون الرئيس من قوى 8 مارس، والتزام «الثنائي» بتأمين نصاب لجلسة الانتخاب.

ميدانيا، تراجعت حدة المواجهات التي شهدتها الأيام الماضية على الحدود بعد اغتيال المسؤول الكبير في «حزب الله» طالب عبدالله.

وكان لافتا أن الحزب الذي يكشف عن أسلحته تدريجيا قد استخدم للمرة الاولى راجمات صواريخ تخرج من منشأة تحت الأرض لتطلق الصواريخ، بعدما كانت الرمايات حتى الآن تقتصر على القواعد المتحركة.

وقالت مصادر أمنية لبنانية ان الجيش الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض في قصف القرى الحدودية، كما أطلق النار على آليات الدفاع المدني التي كانت تحاول إطفاء الحرائق.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، أن مسيّرة إسرائيلية نفذت عدوانا جويا بصاروخ موجه استهدف دراجة نارية عند مربع التحرير على الطريق العام بين مدينة بنت جبيل وبلدة عيترون، وأفيد عن مقتل شخص وإصابة آخر، في حين أعلن حزب الله استهداف تموضع لجنود إسرائيليين في موقع حدب يارون بصاروخ موجه.


المصدر : الانباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa