بلدية الشويفات علامة فارقة

26/06/2024 11:08AM

كتب الاعلامي خليل مرداس في السياسة: 

في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعصف بلبنان، أصبحت البلديات تواجه تحديات كبيرة تهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وتسببت هذه الأزمة في انخفاض كبير في الإيرادات المحلية، مما أدى إلى صعوبات مالية خانقة دفعت بالعديد من البلديات إلى حالة من الشلل الإداري. ومع موجة الاستقالات المتتالية لرؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية، تبرز بلدية الشويفات كإحدى البلديات القليلة التي استطاعت الصمود والاستمرار بفضل القيادة الحكيمة والجهود المستمرة لرئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي.

التحديات الاقتصادية والمالية

يعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أثرت على كلّ جوانب الحياة في البلاد، بما في ذلك البلديات التي تواجه صعوبات بالغة في تأمين الموارد المالية اللازمة للقيام بمهامها. وأدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى انخفاض حاد في الإيرادات المحلية، ما جعل البلديات تكافح لدفع رواتب الموظفين وتأمين المستلزمات الأساسية. 

وفي هذا السياق، برزت مشاكل إدارية ومالية دفعت بالعديد من البلديات إلى حالة من الجمود، ما أضاف إلى التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية في الحصول على الخدمات الأساسية.

بلدية الشويفات: التزام وجهود مستمرة

وفي مواجهة هذه الأوضاع الصعبة، تميزت بلدية الشويفات بنهجها الاستباقي والعملي في إدارة الأزمة. ويقف خلف هذا الصمود رئيس البلدية نضال الجردي وأعضاء المجلس الذين أظهروا التزامًا قويًا بمواصلة العمل رغم التحديات المالية والإدارية. ونجحت البلدية في تفعيل خطط مالية محكمة وإدارة الموارد بكفاءة، مما ساعدها في تجنب الانهيار الذي عانت منه العديد من البلديات الأخرى. وبفضل هذه الجهود، استمرت بلدية الشويفات في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتحقيق تحسينات ملموسة في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

استراتيجيات الصمود

تعتمد بلدية الشويفات على مجموعة من الاستراتيجيات التي ساهمت في تعزيز قدرتها على الصمود. أحد العناصر الأساسية في هذه الاستراتيجيات هو التخطيط المالي الرشيد، حيث وضعت البلدية أولويات واضحة للنفقات وركزت على المشاريع الحيوية التي تستجيب للاحتياجات الملحة للمجتمع. قامت بتقليص النفقات غير الضرورية وتحسين إدارة الموارد المتاحة، مما ساعد على تقليل الأثر المالي للأزمة.

إلى جانب ذلك، أدركت بلدية الشويفات أهمية التعاون المجتمعي في تحقيق الاستقرار. وعمدت إلى إشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرارات، مما عزز من شعورهم بالمسؤولية وساهم في بناء الثقة بين المجتمع والبلدية. هذا التعاون القوي مع المجتمع المحلي كان له دور كبير في دعم جهود البلدية وتحقيق الدعم الشعبي اللازم لمواجهة الأزمات.

لم تتوقف البلدية عند هذا الحد، بل عملت أيضًا على تنويع مصادر الدخل من خلال تطوير مشاريع استثمارية محلية وجذب الاستثمارات الخارجية، تمكنت البلدية من تقليل اعتمادها على التمويل الحكومي الذي شهد تراجعًا كبيرًا. هذه الاستثمارات ساعدت على توفير مصادر دخل بديلة، مما ساهم في تعزيز القدرة المالية للبلدية.

رغم التحديات، تمكنت بلدية الشويفات من تحقيق إنجازات ملحوظة أثبتت من خلالها قدرتها على مواجهة الصعاب. في مجال البنية التحتية، نفذت البلدية مشاريع عدة لتحسين الطرقات وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي، مما ساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. استمرت البلدية أيضًا في تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية، مما ساعد في دعم الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، خاصة في الأوقات الصعبة.

وعلى هذا المنوال تأمل البلدية أن تستمر بصمودها وسط عطاء استثنائي من الرئيس نضال الجردي الذي أبى الاستسلام وسخّر كل قدراته لما فيه صالح هذه البلدية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa