إلى محمد رعد... لبنان لا يريد حربكم

27/06/2024 10:33AM

كتب الاعلامي خليل مرداس في "السياسة":

في زمن يتوق فيه اللبنانيون إلى بريق الأمل ونسيم الهدوء، يأتينا نائب حزب الله، محمد رعد، بتصريحات تعكس انفصالاً تاماً عن واقع الشعب وأحلامه. تصريحاته الأخيرة، التي انتقد فيها الرغبة اللبنانية في الاحتفال والاستمتاع بالحياة بدلاً من الانخراط في مغامرات عسكرية، هي إهانة صريحة لطموحات الشعب المشروعة في السلام والاستقرار.

ومن المحزن أن نجد أنفسنا اليوم بحاجة إلى تذكير النائب رعد ومن يمثله بأن الحرب ليست حلاً، وأن الرغبة في حياة كريمة ومفعمة بالفرح ليست خيانة. على العكس، هي تعبير عن حب الوطن والرغبة في بناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الدمار والخراب.

ولطالما كان لبنان، بنسيجه الاجتماعي المتنوع وثقافته العريقة، رمزًا للعيش المشترك والسلام. يسعى اللبنانيون إلى استعادة هذا الإرث المجيد وإلى بناء دولة تحترم طموحات مواطنيها في العيش بكرامة وأمان. ومع ذلك، يبدو أن البعض لا يزال أسيرًا لأفكار قديمة تتغذى على الصراع والمواجهة.

إن ما يحتاجه لبنان اليوم ليس قادة يستحضرون أشباح الحروب الماضية، بل قادة يرسمون طريقًا نحو مستقبل مشرق. مستقبل ينعم فيه المواطنون بالحرية والرخاء، بعيدًا عن تهديدات السلاح وصوت المدافع. أليس من حق اللبناني أن يسهر ويغني ويرقص؟ أليس من حقه أن يحلم بمستقبل بلا خوف؟

إن خطاب السيد رعد يتجاهل حقيقة أن الشعب اللبناني قد سئم من الحروب والنزاعات. لقد دفع اللبنانيون ثمناً باهظاً بسبب هذه الصراعات، من أرواح فقدت إلى بيوت دمرت إلى اقتصاد انهار. ورغم كل ذلك، يتطلع هذا الشعب العظيم إلى الحياة والأمل، إلى أن يكون لبنان بلدًا يتمتع فيه الجميع بالسلام والأمان.

دعونا لا ننسى أن أي حرب مقبلة ستجلب المزيد من المعاناة للبنان. الاقتصاد الهش لا يمكنه تحمل تبعات مواجهة جديدة، والمجتمع اللبناني لا يريد أن يعيش في ظل الخوف والقلق الدائم. ما يريده الشعب هو الاستقرار، فرص العمل، الخدمات الأساسية، ومستقبل زاهر لأبنائه.

في هذا السياق، يجب على قادة حزب الله، وعلى رأسهم محمد رعد، أن يدركوا أن التحدي الحقيقي الذي يواجه لبنان ليس في معارك خاسرة ضد قوى خارجية، بل في معركة بناء دولة قادرة على تحقيق تطلعات مواطنيها. هذه هي المعركة التي تستحق أن نخوضها جميعًا، يدًا بيد، من دون أن نحمل السلاح.

لذا، نوجه رسالة واضحة إلى النائب رعد وكل من يشاركه الرأي: كفى استهتارًا بأحلام اللبنانيين. الشعب يريد الحياة، يريد الفرح، يريد السلام. دعوا لبنان ينعم بالسلام الذي طال انتظاره، وكونوا جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.

لبنان، بأرزه الشامخ وبحره الهادئ، يستحق أن يكون واحة للأمل والسلام. دعونا نعمل جميعًا لتحقيق ذلك.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa