02/07/2024 07:04AM
كتبت صحيفة "الأخبار":
بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت – الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا.
وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة».
وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية.
ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما.
ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة
كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية.
وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر.
ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية – الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.
المصدر : الأخبار
شارك هذا الخبر
بالفيديو..محامي ثورة 17 تشرين: نبيه برّي متل المَرا ! وباسيل انشالله ما يكون بديار حدا…
بالفيديو: بالأرز والعلم اللبناني..إستقبال حاشد للجيش اللبناني في مرجعيون
رغم وقف إطلاق النار..مهمات الدفاع المدني جراء العدوان الإسرائيلي لم تتوقف
بو حبيب: موقف لبنان الثابت هو الالتزام الكامل بتطبيق القرار 1701
الهدنة ليست هدنة 60 يوماً بل اتفاق مستدام..هوكشتاين يتحدث عن وقف إطلاق النار
الحرب الأليمة وصلت لنهايتها..بو صعب: وقف النار نهائي وليس موقتا
هوكستين: لدينا فريق يصل الليلة أو غدا للمنطقة ليجري مشاورات للحفاظ على تنفيذ الاتفاق
وزير الخارجية لـ"الجزيرة": الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل سيمثلان ردعا ضد أي هجوم من الطرفين
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa