نهاية المعركة أو بداية الحرب في آب المقبل

04/07/2024 09:31AM

كتب خليل مرداس في "السياسة": 

في ظل تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، تبدو المنطقة على حافة صراع مسلح. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن الأمور قد لا تصل إلى حرب شاملة، وذلك نظرًا لقرار حزب الله وحرصه على توجيه رسائل واضحة للقوى العالمية حول عواقب أي تصعيد عسكري ضد لبنان.

وعلى مر السنين، أثبت حزب الله قدرته على التكيف مع الأوضاع المعقدة في المنطقة، وتوظيف استراتيجيات مبتكرة لإدارة الصراعات. وفي الأزمة الحالية، يبدو أن حزب الله يعي تمامًا أن التصعيد الكامل قد يؤدي إلى نتائج كارثية على لبنان، البلد الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.

وأحد أهم جوانب استراتيجية حزب الله هو التأكيد على أن أي حرب ضد لبنان لن تكون محدودة بالجبهة اللبنانية فقط. لقد أوضح حزب الله أن أي هجوم واسع النطاق سيؤدي إلى تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى، حيث يمتلك الحزب تحالفات مع جماعات مسلحة في بلدان عربية مختلفة. وهي قادرة على شل حركة التجارة البحرية وتعطيل الاقتصاد العالمي، مما يشكل تهديدًا جديًا لمصالح القوى الكبرى.

نتنياهو وأزمة القيادة في الشمال

في الجانب الإسرائيلي، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديات كبيرة. تتزايد الضغوط عليه لإيجاد حلول فعّالة لحماية المستوطنين الإسرائيليين، بخاصة في الشمال حيث يعاني المستوطنون من حالة من القلق والتوتر المستمر. ومع اقتراب شهر آب، والذي من المتوقع أن يشهد عودة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال، تزداد التحديات أمام نتنياهو.

ضغط المستوطنين واستعادة الثقة

يعاني مستوطنو الشمال الإسرائيلي من خوف مستمر من تجدد الصراع، وهم يطالبون الحكومة باتخاذ خطوات جادة لضمان أمنهم لكن نتنياهو فشل في توفير الأمان والعودة المستقرة للمستوطنين ما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقراره السياسي. يظهر هذا الوضع هشاشة موقفه، حيث يجد نفسه بين مطرقة الضغوط الداخلية وسندان تجنب التصعيد مع حزب الله.

التأثير السياسي المحلي

إضافة إلى ذلك، تتزامن هذه الأزمة مع توترات داخلية في إسرائيل، حيث يواجه نتنياهو انتقادات من خصومه السياسيين. ويمكن أن يؤدي أي تصعيد مع حزب الله إلى نتائج كارثية ليس فقط على الصعيد العسكري، ولكن أيضاً على المستوى السياسي الداخلي، مما قد يعزز حالة الفوضى في الحكومة ويضعف قبضة نتنياهو على السلطة.

الوساطة الدولية: ورقة الملاحظات واحتواء الأزمة

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد، دخلت الولايات المتحدة على خط الوساطة. وحسب المعلومات، كان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قد تسلّم ورقة ملاحظات من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، تتضمن اقتراحات ملموسة لخفض التوتر.

هل يمكن تجنب الحرب الشاملة؟

مع استمرار التوتر، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان يمكن تجنب التصعيد الكامل وتحول الأزمة إلى حرب شاملة. وتتراوح السيناريوهات المحتملة  بين التصعيد المحدود والحفاظ على الوضع الحالي، وبين احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهة مفتوحة.

سيناريو التصعيد المحدود

ومن المحتمل أن يستمر الوضع الراهن مع تبادل محدود للهجمات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويمكن أن يستمر هذا النمط لفترة، مع حرص كلا الطرفين على تجنب تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى اندلاع نزاع واسع. ويعتمد هذا السيناريو بشكل كبير على قدرة حزب الله وإسرائيل على ضبط النفس واستمرار الجهود الدولية في الوساطة.

سيناريو الحرب الشاملة

على الرغم من أن هذا السيناريو أقل احتمالاً، إلا أنه لا يمكن استبعاده تماماً. قد يؤدي أي خطأ في التقدير أو تحرك مفاجئ من أي طرف إلى تفجر الأوضاع وتصاعد الأمور إلى حرب شاملة. في حال حدوث ذلك، ستكون النتائج كارثية على المنطقة بأكملها، وستكون الخسائر كبيرة على الطرفين.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa