نادين الأسعد: نعيش ركودًا أدبيًا والبرامج الثقافية غائبة

02/08/2024 10:09AM

عملت  نادين الأسعد كمعدة ومقدمة لعدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية الهامة في لبنان والمنطقة العربية  ومنها  (إل بي سي اللبنانية) و(تي آر تي التركية) و(إم تي في اللبنانية) و(نيو تي في اللبنانية) (تلفزيون ابوظبي) وغيرها كما عملت كعضو لجنة تحكيم لجائزة الاتصال الحكومي في الشارقة لثلاث سنوات هي شاعرة واعلامية حاصلة على دكتوراه في الإعلام والصحافة من جامعة بوسطن الأميركية، وعلى شهادة الدراسات العليا في القانون العام.

تشارك في تقديم عدد كبير من الاحتفالات الأدبية والثقافية في المنطقة العربية، كجائزة الشيخ زايد للكتاب في امارة أبو ظبي على مدى ثلاث دورات بالاضافة الى إدارة  مجموعة من الجلسات الحوارية في اكسبو دبي وقمّة اللغة العربية في الامارات العربية المتحّدة  ومعرض الكتاب الدولي في فرانكفورت وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الاميركية، بالاضافة الى تقديمها برنامج أمير الشعراء في دورته السابعة وغيرها من البرامج.

وأصدرت 5 مؤلفات تنوعت بين الرواية والشعر كما اطلقت ديوانها الشعري الجديد الذي يحمل عنوان "ورقة أنا" حصريا عبر موقع أنغامي وذلك للمرة الأولى من بين مختلف إصداراتها في الشعر والرواية، كما غنّى من كلماتها كبار الفنانين العرب كالفنان، خالد الشيخ، هاني شاكر، وليد توفيق، جورج وسوف، رامي عياش وهيفاء وهبي، نقولا سعادة نخلة، محمد مجذوب وغيرهم... كما الّفت ولعبت دور البطولة في العمل المسرحي الكبير تحت عنوان " الظلال" الذي تمّ عرضه في الامارات العربية المتحدة.

 تم تكريمها من قبل عدد كبير من الجهات الفنية والاعلامية والثقافية عن مجمل أعمالها الشعرية والأدبية والنجاحات التي حققتها في لبنان والعالم العربي وغيرها العديد من الجوائز العربية المهمّة.

وكان لموقع "السياسة" لقاء معها!

- كيف تم اللقاء والتعامل مع الفنان الكبير هاني شاكر؟

في استوديوهات مصر كان الفنان القدير وليد توفيق يسجّل أغنية من كلماتي ومن ألحانه وعندما سمعها شاكر أصرّ على أن تكون الأغنية له وهي بعنوان "كيف بتنسى" ، واليوم نعمل على أغنية جديدة وتعاون جديد مع الفنان هاني شاكر.

- هل من مشاريع أخرى؟

أتعاون اليوم مع نور الملاح في أغنية جديدة ومع الملحن المبدع هيثم زياد.

- تقدمين برنامج "الأربعاء بنص الجمعة" على منصة تيك توك مع نسبة مشاهدة عالية، كيف ترين هذه التجربة؟

اسعى من خلال هذا البرنامج لأن أطل على الفئات العمرية كافة من مختلف البلدان والطبقات الاجتماعية، فاليوم عالم السوشيل ميديا تخطى شاشة التلفزيون.

- هل يدرّ عليك البرنامج المال على التيك توك؟

لا يمكنني انكار ذلك فهذه المنصة يمكن استعمالها للخير او للشر للثقافة والتفاهة ولا بد أن يكون هناك مردودا ماديا يأتي من قبل الداعمين للثقافة والابداع بعيدا من التكلّف وإثارة اهتمام المشاهد العادي وخلق الجسور بينه وبين الثقافة، وبالتالي فإن غياب البرامج الثقافية الموجودة في الشبكة البرامجية الخاصة بالاعلام افقدت ثقة المثقف فيها وغابت معها فضاءات النقاش الثقافي التي تمنح للمثقف فرصة مشاركة أفكاره مع الغير ما يسمح بإنعاش الحضور الثقافي والوعي الوطني وهذا ما نقوم به على منصة تيك توك.

- كيف يمكن للثقافة ان تصبح ترفيها؟ 

مع التطور التكنولوجي الحاصل وانفتاح البلدان على بعضها البعض، كان لا بد  من الثقافة ان تتطور ايضا، وان تتماشى مع مقتضيات الحداثة، وبالتالى ادى هذا الامر الى تبادل الحضارات الثقافية بين الشرق والغرب مما سهل عملية اطلاع المنكبين على القراءة الى معرفة ما تحتويه ثقافة الغرب من ادباء ومفكرين وشعراء، وقد كانت البداية مع جبران خليل جبران الذي كتب اجمل ما عنده في اميركا متأثرا بثقافة المكان الذي كان يعيش فيه، وعلى سبيل المثال ايضا ناديا تويني التي كتبت باللغة الفرنسية والعديد غيرهم من الادباء الذين تأثروا بثقافة الغرب، المهم  بالنسبة للشاعر هي القراءة والمتابعة والانفتاح على الثقافات الأخرى لكن على ان يترك في نهاية المطاف بصمته الخاصة في عالم الكتابة والشعر. يقولون ان الثقافة لا تدرّ مالا كما باقي البرامج الترفيهية، لذلك يعيش الواقع الادبي ركودا من جانب المادة الاعلامية التثقيفية، فلا ضوء يسلّط على الوجه الثقافي للمجتمع العربي ولا منارة تضيء على فكر المثقف او المتلقي، وانا التي عملت لسنوات عديدة  على آخر النشاطات والمستجدات التي تطرح في الساحة الثقافة العربية، كتناول مواضيع فكرية وطرحها للمناقشة، وعرض الكتب الجديدة ومحاورة أصحابها، وتخصيص برامج كاملة للبحث في قضايا الثقافة والمثقف، الا ان اصحاب المحطات وجدوا عموما في الثقافة "خبزا وملحا" وفي برامج الرقص والهواة "عسلا ولوزا"، وفي الدبلجة وبرامج الغناء "دجاجا محمّرا" ذلك لأنّ القنوات العربية تعتمد سياسة "الهشك بشك" التي برأيها هي وحدها الطريقة الأسهل والأنجح للربح المادي السريع وهي وحدها التي تشفي غليل المعلنين وترضي تطلعاتهم ناهيك عن تسونامي وسائل التواصل الاجتماعي التي افرزت العديد من المواهب كما فتحت الباب واسعا ليطلّ عبر شاشتنا الرقمية ما "هبّ ودبّ" من مضمون.

- هل أنت ضد هذه البرامج؟

انا لست ضد هذه البرامج ، ولست ضد هؤلاء الذين   ولست بصدد منعها او مهاجمتها لكنني ضد التعتيم على الفكر لانه وباختصار المواهب العربية لا تتلخص  وحسب في الأصوات والأجساد بل تتخطاها الى ابعد من ذلك باعتبار أن الفن هو أحد الأوجه السامية للثقافة ويكاد يكون هو الوسيلة الوحيدة لارتقاء الشعوب، فأين هي البرامج الاكتشافية للمواهب الأخرى، والتي تكمل الصورة الإبداعية العربية كالشعر والأدب، والاختراع العلمي، والتميّز الفكري... مع العلم أن بعض المحطات التلفزيونية قد تدرج ضمن لائحة برنامج ثقافي في أغلب الظن للحفاظ على ماء الوجه.

- كيف ساهمت السوشيل ميديا برأيك في إثراء او تفكيك الثقافة؟

خطورة هذا الموضوع ان افراد العائلة كانوا يلتفون حول التلفزيون الذي يدخل مختلف البيوت العربية بمختلف مستوياتها الثقافية، الأخلاقية والدينية يقوم بفرز هؤلاء الناس وتصنيفهم في الدائرة التي يراها مناسبة بحسب البرنامج الذي يقدمه لهم، أما اليوم فان كل فرد ومن هاتفه النقال بات يتابع ملايين المؤثرين  حيث تضج الشاشة الرقمية اليوم بما "هب ودب" من مواهب ومن غير مواهب.

 مع كل كبسة زر على الهاتف تظهر لك المواهب نظرية، صوتية، وجوه غير معروفة، ونجوم لا ثقل لها فني ولا إعلامي، ومواد ترفيهية هابطة وغير هابطة... هذا ما يحدث اغلب الظن على شاشة السوشيل ميديا بين أيديكم... فأين سيصبّ اهتمامكم!!

-هل الجمهور "عاوز كدا"؟

يتذرّع المسؤولون دائما ان هذه البرامج الترفيهية هي الأكثر مشاهدة، حيث اصبحت من البرامج الأساسية على معظم القنوات التلفزيونية، وهذا إن دل فهو يدل على أنها شكلت ربحا ماديا ومعنويا من خلال ارتفاع عدد المتابعين لها وهو يشكّل عاملا اساسيا لاستمراريتها، وهنا يطرح السؤال: هل البرامج التثقيفية شبه معدومة لانعدام مشاهديها؟ الامر الذي أدّى إلى حذفها تقريبا من برنامج القنوات العربية، فالمادة الإعلامية التي لا تحقق نسبة مشاهدة، لا تستقطب الإعلانات، وبالتالي ستحذف لأن "الجمهور عايز كدا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa