تجار الأزمات يبتزون النازحين: إيجارات خيالية بشروط تعجيزية

06/08/2024 09:03AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

استعادت القرى زحمتها فيما تستقبل بيوت كانت مهجورة سكانًا جدد هم من النازحين من المناطق الساخنة كجنوب لبنان والضاحية الجنوبية سيما بعد اغتيال إسرائيل للقائد في حزب الله فؤاد شكر وتوقع توسع دائرة الاشتباكات ما قد يعني انزلاقًا إلى حرب شاملة. 

عبارة "بيوتنا مفتوحة إلكم" لم يكن وقعها الفعلي على الأرض لصالح النازحين الذين وقعوا في مصيدة تجار الأزمات، حيث توحي الإيجارات المستجدة بأنّ النازح يستأجر فللًا فخمة في أرقى مناطق أوروبا أو أنّ الضيوف الجدد هم سواح وليسوا نازحين. 

ووفقًا لمعلومات "السياسة" فإنّ المناطق التي صنّفها اللّبنانيون آمنة تشهد إقبالًا كثيفًا من قبل النازحين الذين يسعون لحماية عائلاتهم من همجية إسرائيل المتوقعة، لكن هؤلاء فوجئوا بأنّ إيجار الشقة يبدأ بالحدّ الأدنى من ١٢٠٠ دولار وقد وصل بالفعل إلى ٦ آلاف دولار في بعض المناطق من دون احتساب فواتير المياه والكهرباء والإنترنت ومع شرط دفع إيجار الشقة لثلاثة أشهر مقدمًا بالحدّ الأدنى. 

أمّا الإيجارات في المناطق التي صار اسمها على لسان اللّبنانيين "شبه آمنة" فتبدأ الإيجارات فيها من ٦٠٠ دولار وتصل في بعض الأحيان إلى ١٢٠٠ دولار أميركي نقدًا، فيما يرتفع عدد الأشهر التي ينبغي على المستأجرين دفعها سلفًا إلى ٦ أشهر بالحدّ الأدنى.

هذه الأسعار تُضاف إليها أيضًا نسبة يجب دفعها للمكتب العقاري الذي يؤمن البيت للنازح ويتواصل مع صاحبه الأصلي. 

إزاء هذا الجنون، يتبادل أصحاب المكاتب العقارية وأصحاب الشقق الاتهامات برفع الأسعار في حين يرى البعض أنّ الطلب على الشقق في "المناطق الآمنة" كبير مقابل عرض خجول حيث أنّ عدد الشقق المتوفرة لا يتناسب مع حجم الإقبال عليها. أي أنّ الملف هو عرض وطلب بالنسبة لهؤلاء لا قضية إنسانية ولا علاقة لها بالتكافل الاجتماعي. 

وإن كانت معاناة النازحين الجدد كبيرة فإنّ معاناة فئة أخرى هي أكبر، حيث يقول نازح لـ "السياسة" إنه ترك المنطقة الحدودية مع بداية المناوشات بين حزب الله وإسرائيل وانتقل إلى النبطية حيث ارتفعت الإيجارات أيضًا وبات يدفع ٧٠٠ دولار شهريًا واليوم مع تطور الأوضاع يجد نفسه مضطرًا لمغادرة الجنوب والبحث عن شقة أخرى في مناطق آمنة نسبيًا لكنّ المفاجأة تكمن في الأسعار الخيالية التي لا يمكن لنازح خسر عمله أساسًا دفعها. 

وفي مقابلة أخرى، تقول شابة نازحة وعائلتها وقد رفضت الكشف عن اسمها إنها وجدت شقة في منطقة بعبدا وهي شقة متواضعة وعادية بتكلفة ١٦٠٠ دولار شهريًا مع دفع ٣ أشهر مسبقًا، وبعد تفاوضٍ وافق صاحب المنزل على تأجيرها مقابل ١٢٠٠ دولار لكنه في اليوم الثاني لم يعد يجيب على اتصالاتها. وبعد مهاتفته من رقم آخر، صُدمت بعرض المنزل نفسه للإيجار مقابل ١٨٠٠ دولار مشددًا على أنّ السعر غير قابل للتفاوض. وهذا يوحي بأنّ الإيجارات صارت كالبورصة، ترتفع كلّما ازدادت الأوضاع سخونة على حد تعبيرها. 

وأمام هذه الفوضى المحلية، يشهد المطار حركة مغادرة كثيفة سيما في ساعات النهار ساعات الذروة. ويقول بعض اللّبنانيين سيما من مَن لا يحملون جوازات سفر ثانية إنهم يفضلون السفر إلى تركيا حيث كلفة الإيجارات أقل ريثما تتضح الصورة المحلية أكثر. 

وقالت مريم لـ "السياسة": غادرت إلى تركيا مع بدء التطورات واستأجرت منزلًا بـ ٥٠٠ دولار شهريًا حيث فواتير الكهرباء والمياه والإنترنت تُسدد ضمنًا حتى لا أكون طريدة لتجار الأزمات في لبنان. 

وفي ظلّ هذه المستجدات، يبدو أنّ النجاة تقتصر فرصتها على الأغنياء حيث لم يغادر أبناء الطبقة الأفقر منازلهم ولم يعذبوا أنفسهم بالبحث عن منزل ثانٍ لأنّ ذلك يفوق طاقتهم. وفي هذا السياق، يقول أكرم أحد سكان المناطق الأكثر سخونة لـ "السياسة" هذا البلد كان للأغنياء دومًا. 

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa