شرعيّة باسيل... على حساب شارعها

16/08/2024 09:11AM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة":

يعرف النائب العونيّ ابراهيم كنعان، كما يعرف كلّ الذين سيصل إليهم مِنجَل جبران باسيل أنّهم "رؤوسٌ حانَ قِطافُها"، إلّا أنّ ما قام به كنعان من محاولة كلاميّة تدعو إلى لمّ الشَّمل البرتقاليّ أتى بهدف إظهار باسيل ديكتاتورًا، يريد التيّار له وحده بأيّ ثمن.

ليس جبران باسيل في وارد طرد جَماعيّ لِلّذين باتوا أسماء عَلَم في التّيّار، فهو طرد عددا قليلا، وراهَن على أنّ الآخرين سينسحبون واحدا تِلوَ الآخر، وهكذا، يتمكّن من اتّهامهم بالخيانة البرتقاليّة العظمى، باعتبارهم يسعون إلى كتابة نهاية التيّار بأيديهم.

وأمام هذا الواقع، لا بدّ لِضحايا باسيل من التكتُّل ضدَّه، سواء على مستوى نيابيّ، أو على مستوى سياسيّ شامل، ويكون هدف هؤلاء كسب مَن استطاعوا إليه سبيلا من القاعدة العونيّة. غير أنّ باسيل يملك ورقة واحدة، وهي الرابحة على مستوى شرعيّة القيادة، لأنّها بتوقيع المؤسّس ميشال عون، وهذه الورقة يتعذّر على أيّ كان الوصول إليها.

لا شكّ في أنّ شرعيّة باسيل ستكون على حساب شارعها، لكنّه لا يملك خيارات كثيرة، فإمّا أن يستمرّ في التيّار، بِما هو عليه، ويتحمّل تعدّد الآراء، وتوَزُّع النفوذ، وإمّا أن يلجأ إلى اختصار البيت البرتقاليّ، لينام فيه أكثر راحة، بعيدا من ضجيج الديمقراطيّة والحرّيّة، الذي يؤذي أذنَيه.

ومثلما، قد يكون باسيل تأخَّر في معركة تخَلُّصه من مُنافِسي الداخل العونيّ، فإنّ الذين انسحبوا من التيّار الآن، أو هم يوضّبون حقائبهم استعدادا للرحيل، هم أيضا تَأخَّروا كثيرا، لأنّهم يعرفون باسيل معرفة اليقين، وما كان بقاؤهم في التيّار إلّا لِأجل النُّمرة الزّرقاء، فالمسألة مسألة نُمَرٍ لا نُمُور.

وبالنسبة إلى العماد ميشال عون، فلن يكون ذا مشيئة في ما سيجري، لأنّه العجوز، العاجز اليوم عن الإحاطة بكلّ المشاكل البرتقاليّة، وقد أعطى مفتاح غرفته الخاصّة لشخص واحد، يمضي به إلى حيث يشاء، وهو الصِّهر الذي نجح في تزَعُّم بيت ميشال عون الصغير، وأقصى أهله، وها هو اليوم يفعل في البيت العونيّ الكبير ما فعله في البيت الصغير منذ سنين.

ومن نتائج الانقلاب الباسيليّ التي ستظهر في الأيّام الآتية:

اختصار التيّار، الذي سيخسر على مستوى الشارع، بشخصه.

ضعفُ باسيل في التفاوُض، والتحالُف، لبنانيّا. 

تَقلُّص عدد النوّاب البرتقاليّين في الانتخابات المقبلة.

نهاية مَن أخرَجَهم باسيل من التيّار، سياسيّا، باستثناء مَن سيستطيع ركوب قطار انتخابيّ آخر، استنادا إلى ما معه من ناخبين.

والسؤال الأَهمّ: كم سيبقى لشرعيّة باسيل من شارعها؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa