20/08/2024 12:08PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
ليس غياب رئيس ما بَقي من سوريا عن المشهد السياسيّ والأمنيّ الملتَهِب بسيطا، إنّما هو يعكس واقعا إقليميّا، تغيَّرَت فيه المعادلات استجابةً لِتغَيُّر موازين القوى.
إنّ ما قام به السوريّون من نشاط ثوريّ ثأرا من حكم الأسدَين: الإبن والأب في وقت واحد، على امتداد بضع سنوات، حَجَّم بشّار الأسد، وجعلَه عمليّا بِلا أنياب وبِلا عَرين.
لقد اضطُرّ الأسد لِفتح البوّابة السوريّة فتحة كاملة لِإيران ولاية الفقيه، ولِروسيا، ولعدد من الحركات الناشطة قتاليّا... وذلك بهدف الاحتفاظ بالسّلطة، وإن أصبحت هزيلة، وبهدف مواجهة شعبه، مُراهِنا على الوقت وتبدُّل الظّروف، لاسترجاع ما يمكن استرجاعه من نفوذ سابق.
استنادًا إلى سجلّات جامعة الدّول العربيّة، لا يزال اسم بشّار الأسد بصفته رئيسا للجمهوريّة السوريّة موجودا، غير أنّ هذا الكلام بات أقرب إلى المَجاز والخَيال، إذ إنّ سوريا لم تعد كما كانت على مستوى النفوذ جغرافيّا، وعليه، فإنّ أسدها صار أسد بعضٍ من جغرافيتها فقط.
لقد تنازَل الأسد عن الأرض مُقابل السلطة المحدودة، وأصبح أسيرًا في جغرافية كان أميرَها، وقد حاول العودة إلى جامعة الدول العربيّة، ليسترجع شيئا من رصيده، لكنّه فشِل، لأنّ عددا فاعلا من الدول العربيّة رفضَه، ومن غير السهل قبولُه من جديد، وهو يَدخل حَرَم الجامعة بأصابع تقطر دمًا، ووراءه تاريخ لا يوصف من الإجرام في حقّ شعبه.
وعلى مستوى الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب العدوّة، التزم الأسد "طوفان الصّمت الأقصى"، وبات مرتاحا للضربات التي توجّهها إسرائيل لإيران، سواء في الأرض السوريّة، أو الأرض اللبنانيّة، إلى حدّ اتّهامه، وإن ضمنيّا، بأنّه يسهّل أمنيّا ضرب الحرس الثوريّ الإيرانيّ في سوريا.
ففي الحرب الدائرة، منذ سنة، لا مكان للحياد، ولا عذر، فإمّا أن يكون الأسد إلى جانب ولاية الفقيه، وإمّا أن يكون حليفا للعدوّ الإسرائيليّ. وقد بَدَا واضحا غياب اسم بشّار الأسد عن خطاب إيران السياسيّ والعسكريّ، وخطاب المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان.
يحاول الأسد الحدّ من الضغط الاقتصاديّ عليه، بإرسال أعداد كبيرة من السوريّين إلى لبنان، حيث يعملون في لبنان، ويحصلون في الوقت نفسه على رواتب من المؤسّسات العالميّة، ويتحوّل قسم من أموالهم إلى سوريا. أمّا مسألة الوجود الإيرانيّ في سوريا، فهو الأخطر على الأسد، وليس له نجاة منه إلّا بمساعدة العدوّ الإسرائيليّ، إنْ شاء العدوّ ذلك. ولا شكّ في أنّ إسرائيل لم تؤذِ الأسد مثلما فعلَت إيران، التي تسعى إلى التوسّع، وقد نجحَت في عزل الأسد سياسيّا، وصولا إلى وضع اليد على سوريا، لتصير ورقة تُضاف إلى الأوراق التي تقامر بها على طاولة الحروب والبيع والشّراء.
ولاعتبارات سياسيّة، قد تمدّ جامعة الدول العربيّة يدها للأسد، عندما يستطيع إعلان استراتيجية جديدة، مُختَصَرُها التخلّص من النفوذ الإيرانيّ، والقفز من نافذة ولاية الفقيه إلى الحضن العربيّ، غير أنّ القفزة هذه لن تكون قريبة، وقد يكون الأسد غير قادر عليها.
شارك هذا الخبر
عبد المسيح: أي خطوة خارج هذا الإطار تغامر بمصير لبنان وشعبه
مدرب ليفربول: الفريق واجه تحديات ذهنية بعد إلغاء ركلة جزاء وهدف ثالث
سليمان: تشغيل مطار القليعات إنجاز وطني وتنموي للبنان
نتنياهو يدعو لمنح سكان غزة خيار المغادرة
ناشئات لبنان يتوجن ببطولة غرب آسيا
سلام يكثّف اتصالاته العربية لضمان انسحاب إسرائيل في موعده
اتصال بين بن سلمان وماكرون يبحث قضايا إقليمية ودولية
أرسلان وجنبلاط يلتقيان في خلدة لبحث المستجدات
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa