بهاء الحريري بين الـ ١٧٠١ والـ ١٥٥٩

لا شك أن رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري, ورث عن والده الكثير. ينتقده كثيرون لكن ما لا شك فيه أن الرجل يفكر دائمًا بمصالح اللبنانيين جميعا, ساعيًا إلى إرساء مبدأ التعايش الواحد  بينهم.

ومع كل ظرف يعصف بلبنان, يسلط الحريري الضوء على الحلول التي قد تشكل سفينة نجاة لهذا البلد المنكوب.

 وفي آخر موقف وطني له قبل يومين, أكد بهاء الحريري في منشور عبر منصة "إكس" أن "لبنان يعيش  اليوم أحلك الظروف وأصعبها نتيجة الحرب الدائرة في جنوب لبنان والتي لم يسلم منها البقاع و غيره من المناطق، لذا يبقى الحل الوحيد لتجنيب لبنان واللبنانيين ويلات الحرب هو التطبيق الكامل للقرارات الدولية وعلى رأسها القرار رقم 1701 بكافة بنوده".  

إذًا, بمنشور كافٍ ووافٍ, أكد الحريري ضرورة تطبيق القرارات الدوليةومنها القرار 1701, مبيّنا قلقه وخوفه على لبنان من الحرب وويلاتها. 

موقفه هذا وما سبقه من مواقف أخرى, يثبت أن الحريري هو رجل دولة بإمتياز  ولا همّ عنده سوى بناء  الدولة والتفكير فيها. 

وإلى جانب قرار الـ 1701, يدعو الحريري إلى تطبيق القرار ١٥٥٩ الذي يعزز دور وزارة الدفاع والجيش اللبناني كضامنين للاستقرار والأمن.

هذا القرار الذي لطالما كان يريح المسيحيين يجزم بأن الجيش هو الجهة الوحيدة المخوّلة حماية لبنان, ولا بديل عن التفكير في كيفية بناء الدولة, بكل ما لمفهوم الدولة من معنى.

اللافت في شخصية بهاء الحريري أن كلامه الموزون لا يتسبب بحساسية مع الفريق الآخر, فلا  يُخفى على أحد أنه يجمع ولا يفرق لأن مشروع توحيد اللبنانيين بعيدًا من المصالح الشخصية وبعيدا من ضرب مصالح فريق على حساب فريق آخر لا يأتي لمصلحة فريق دون آخر.

فهل يمكن قيام دولة من دون احترام الركيزتين الأساسيتين: الوحدة الوطنية والمقررات الدولية ؟ من هنا يملك الحريري القدرة على الجمع بين الأمرين لما يملك من علاقات دولية ومن تاريخ لا يشوبه فساد ولا محاصصات ما يعني أن ارث والده في الداخل والخارج "في الحفظ والصَون"…

وعليه, يثبت بهاء الحريري كل يوم أنه الوريث الحاضر للشهيد الذي وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.