حزب الله في ورطة بعد اغتيال شكر... هل يعاني من أزمة قيادة؟

لا تزال تداعياتُ اغتيالِ القيادي العسكري الأول في حزب الله فؤاد شُكر تُلقي بظلالها على الحزب حسب تقاريرَ عدة.

فغيابُ الرجل عن المشهد العسكري داخل حزب الله قد يكون أثر على طبيعة الرد على إسرائيل الذي بدا مُخيبا للآمال بحسب الكثيرين وغيرَ مُقنع، بل وصفه البعض بأنه محاولةٌ لحفظ ماء الوجه.

منذ يوم الأحد الماضي، أي تاريخَ تنفيذِ حزب الله ردَّهُ على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، خرجت الكثيرُ من الأصوات التي تُقلل من أهمية هذا الرد، حيث أكد الكثيرُ من المُراقبين أن ما قام به حزب الله لا يتناسبُ تماما مع مقتل قيادي عسكري بارز بحجم فؤاد شكر، بل هي محاولةٌ لحفظ ماء الوجه.

أهمية فؤاد شكر أقرَّ بها الأمينُ العام لحزب الله حسن نصرالله بعد أيامٍ من اغتياله، حيث اعترف بأن إسرائيل حققت إنجازا بقتله.

من هو فؤاد شكر؟

يلقب بالحاج محسن من مواليد بلدة النبي شيت في بعلبك عام 1962 .

مستشار عسكري كبير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

تصفه إسرائيل بأنه رئيس أركان حزب الله.

عضو في المجلس الجهادي أعلى هيئة عسكرية تابعة لحزب الله.

لعب دوراً رئيسيًّا في تخطيط وتنفيذ تفجيرات ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

وزارة الخارجية الأميركية عرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

رحيل شكر بدأ يُنذر بظهور الصراعات، وتقول مصادرُ إسرائيلية إن التوترات بدأت بين مراكز القوى في أعلى هرم القيادة.

والسبب الرئيسي لتصاعد التوتر بين مراكز القوى في حزب الله هو تعيين حسن نصر الله لرئيس القيادة الجنوبية السابق لحزب الله علي كركي خلفا لفؤاد شكر بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

وحسب المصادر فإن التوتر الأشد ظهر مع اثنين من كبار المسؤولين في الحزب وهما رئيسُ العمليات إبراهيم عقيل ورئيس الأمن في الحزب المعروف باسم مرتضى.

وتشير التقديراتُ الإسرائيلية إلى أن أحد الأسباب التي أدت إلى تخفيف حدة رد حزب الله الانتقامي نسبيا هو التوتر الداخلي في أعقاب اغتيال شكر.

كما أن بعض المصادر تؤكد أن غيابَ شكر دفعَ حسن نصر الله إلى التدخل في كثير من التفاصيل، وهو أمرٌ يعكس تراجعَ ثقتِه في كبار القادة.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير:

العمل الجماعي هي القاعدة التي يعتمد عليها حزب الله، إضافة إلى أن معظم المجالس الأساسية في الحزب هي مجالس جماعية.

هذه القاعدة كانت لمواجهة أي فراغ يحصل في القيادة، والدليل أنه عند استشهاد عباس الموسوي نجح الحزب في ملء الفراغ فورا.

حسن نصرالله له دور مباشر في الجانب السياسي والأمني لذلك ليس جديدا أن يتابع أمين عام حزب الله التفاصيل.

الرد على اغتيال شكر ليس له علاقة بأي خلافات، والرد مرتبط بالجانب الإقليمي وليس بالجانب التقني.

حزب الله أراد الرد العسكري محدودا لأنه لا يريد أخذ المنطقة لحرب شاملة.

مجرد قيام الحزب بقصف لضاحية تل أبيب هذا رد بحد ذاته.

القرار السياسي هو الذي يحكم القرار الأمني والعسكري في حزب الله.

هذه المعركة الكبرى مهمة جدا لاتريد أخذ لبنان لحرب كاملة.

قيادة حزب الله تدير الأمور بعقلانية وواقعية جدا.

وقال رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين:

حزب الله على المستوى الإيديولوجي قوة مضبوطة متماسكة ولكن هذا لا يلغي وجود خلافات في الحزب.

المعركة من 8 أكتوبر حتى اليوم شكلت صدمة للقوة العسكرية في الحزب.

الاستهدافات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال المستمرة والانكشاف الأمني هزت بنية حزب الله.

القوة العسكرية لحزب الله كانوا يريدون ردا قويا ولا يريدون التعامل مع الرد ضمن الإيقاع السياسي.

لا يمكن أن نقلل من شأن قدرة إسرائيل، العديد من العمليات أظهرت أن لديها معلومات لا يمكن توقعها.

هناك انكشاف على مستوى شبكات الاتصال والبصمة الصوتية للحزب.

إسرائيل تقوم بعملية استباقية انطلاقا من معلومات لديها.

اللبنانيون لا يرديون هذه الحرب، ولكن انطلاقا من خطاب الحزب الذي ينادي بوحدة الساحات تثار التساؤلات حول طبيعة الرد الذي كان من المتوقع أن يكون أكبر.

المصدر : سكاي نيوز