رئاسيًا... تعددت المبادرات والنتيجة واحدة: فشل

14/09/2024 07:17AM

جاء في "الجمهورية":

تعددت المبادرات والجهود والمساعي حول الملف الرئاسي والنتيجة واحدة؛ هي الفشل في تحفيز معطّلي الحياة في لبنان على تغليب مصلحة بلدهم على حزبياتهم وحساباتهم والتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية. عدّاد الفراغ الرئاسي، سجّل على مدى السنتين الماضيتين سلسلة طويلة من المبادرات والمحاولات الفاشلة، ومع ذلك تتكرّر من المصادر ذاتها، وبالمحتوى ذاته، الذي صار في نظر اللبنانيين تقليداً موسمياً تُشحن فيه الأجواء بعجقة سفراء واستطلاعات ومطوّلات ومرافعات عن الرئاسة وضرورتها، تفتقر جميعها إلى قوة الدفع الحقيقية التي تمكنها من التفوق على «القبّة التعطيلية» التي يستقوي بها القابضون على رئاسة الجمهورية، لاعتراض كلّ جهد يرمي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإسقاطه!

أما والحالة هذه، فسواء اجتمع سفراء اللجنة الخماسيّة اليوم السبت في قصر الصنوبر في ضيافة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، أو في دارة السفير السعودي وليد البخاري، أو لم يجتمعوا أصلاً، فذلك لا يغيّر في قناعة اللبنانيّين بأنّ «الخماسية» في حراكها المتجدّد «ما رح تشيل الزير من البير»، فلقد سبق لهم أن شاهدوا هذا الفيلم الحراكي الطويل أكثر من مرّة، وحفظوا فصوله عن ظهر قلب؛ بدايته حماسة أقصاها استطلاعٌ، وأمّا نهايته فكَسرٌ لخاطر الوسطاء وعودٌ إلى المربّع الأوّل لاستئناف الحراك في وقت لاحق.

الفصل بين الجبهات

وإذا كان توافق أطراف الإنقسام الرئاسي، هو الهدف الصعب الذي يرمي اليه حراك الخماسية بوصفه الخيار الإلزامي والوحيد بيد الأطراف السياسية الذي يسهل عليهم انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ الرأي الغالب في الاوساط السياسية، يرى استحالة في بلوغ هذا الهدف، مع اطراف لا تُظهر حتى الآن رغبة في الحوار والاتفاق على حلول وسط، فلقد فشلت مرّات عديدة في تحفيز الحوار بين رافضيه، فضلاً عن انّ المرونة التي تطلبها غير قابلة للصرف في بنك التصلّب السياسي الذي تراكم فيه رصيد هائل من الشروط العالية السقف، ومن المواصفات المتناقضة للرئيس الجديد.

الّا انّ مصادر «الخماسية» اكّدت لـ»الجمهورية»، أنّ اللجنة مدركة لحجم التعقيدات بين الأطراف في لبنان، لكنها تعتبر أنّ من الخطأ الحكم المسبق على مسعاها قبل أنّ ينطلق، فالطريق ليس مقفلاً في وجهها، بل هو مفتوح للتقدّم أكثر الى الأمام، وخصوصاً انّ حراكها الآني استثنائي في ظرف استثنائي، وحافزها إجماع دولي اكيد على التعجيل في انتخاب رئيس للبنان، مدفوع بقراءة مفصّلة للظروف المتقلّبة في المنطقة والتطورات المتسارعة فيها، وواقع لبنان ربطاً بها، توجب هذا التعجيل. واللجنة الخماسية تعمل لتهيئة الأجواء لذلك..

على أنّ الاولوية التي تتصدّر حراك «الخماسية»، كما تقول المصادر، ليس المرونة المطلوبة من مختلف الاطراف، فحسب، بل تأكيد الفصل بين الجبهات، وعدم ربط الملف الرئاسي بملف الحرب سواء في غزة، او في المواجهات الدائرة على جبهة الجنوب. وتوازياً تأكيد الضرورة والحاجة الملحّة إلى اتخاذ الواقع الحربي دافعاً قوياً للأطراف في لبنان للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.، ولاسيما أنّ انتخاب الرئيس لا يشكّل ضرورة وأهمية آنية فحسب، بل يشكّل استباقاً مطلوباً بقوة لما ستشهده المنطقة من تحدّيات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه».

وفي سياق متصل، زار السفير المصري في لبنان علاء موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إنّ البحث تركز على الملف الرئاسي، والمبادرة الاخيرة للرئيس بري وكيفيّة كسر الجمود في الملف الرّئاسي. واشار الى انّ «الرئيس بري أكّد لي إصراره وتمسّكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرّئاسي، وهذا أمر في غاية الأهميّة، لأنّه إذا ما استطعنا فعلًا فعل هذا فسنتمكّن من إحداث حلحلة في الملف الرّئاسي». 

وقال: «تحدّثنا عن جهود «اللجنة الخماسية» واجتماعاتنا في الفترة المقبلة وما نرجو إليه، وأكّدت للرئيس برّي أنّنا سنبقى على تواصل بما يخصّ تحرّكات «الخماسيّة». مشدّداً على أنّ الحوار ما بين اللّجنة والأطراف اللّبنانيّين هو الأمر المهمّ، وهو الّذي سيؤدّي إلى انفراج في هذا الملف». 

وعن الاجتماعات المقبلة للّجنة الخماسيّة، كشف موسى «أنّنا سنلتقي في «الخماسيّة» بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصبًّا على تهدئة الجبهة في الجنوب. الآن عدنا مرّة أخرى للتّركيز على الملف الرئاسي، وسنلتقي لأنّ السّفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، وهم عادوا إلى لبنان وسنجتمع من أجل التّداول في التقييمات للأوضاع، وما حدث في الفترة السّابقة وما يمكن اتخاذه في المستقبل».


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa