إسرائيل بَين خَيارَين

22/09/2024 10:35AM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

تدُور التّوقُّعات بين التّحليل السياسيّ، والتّبصير، وخوف المُنفِّخين على اللَّبَن، حول حصول اجتياح إسرائيليّ للأراضي اللبنانيّة، أو استبعاده، استنادا إلى التعديل الكبير الطّارئ على "قواعد الاشتباك"، بين العدوّ الإسرائيليّ والمقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، المتمثِّلة بِحزب الله.

من الجليّ أنّ الضربات الأخيرة التي وجّهها العدوّ إلى الحزب أثبتَت اختراقا أمنيّا غير مسبوق، من خلال التكنولوجيا، وعليه، فإنّ المقاومة الإسلاميّة لَن تلجأ إلى خيار الانكفاء، والانسحاب من الحرب، إنّما ستستمرّ بما ملَكَت يدُها. ما يُظهِر التّصعيد يوما بعد يوم، لا سيّما بكمّيّة النّار التي تصُبّها إسرائيل على أيّ بُقعة لبنانيّة ذات حضور للمقاومة، بِلا أيّ رادع قانونيّ أو أخلاقيّ أو إنسانيّ.

لن تستطيع إسرائيل إبادة حركة "حماس" في فلسطين، وتاليًا، ليس لها أن تضع نهاية لحزب الله في لبنان. وذلك لأسباب متعدّدة، لا مجال لذكرها في هذا المقال. والسؤال الطارح نفسَه الآن: ماذا يريد العدوّ الإسرائيليّ، لبنانيّا، قبل الوصول إلى تسوية مع "حماس"؟ وهل سيكتفي بِجنون النّار اليوميّ، أم سَيتخَطّى الحدود مع لبنان بِجَيشِه، لمزيد من تحقيق الانتصارات، استنادا إلى حساباته هو؟

ليس الجواب على مثل هذه الأسئلة سهلًا، لكنّ الوقائع لا توحي بأكثر من التمادي في القصف والاغتيالات، فالعدوّ الإسرائيليّ شارَك في التسوية بين أميركا وإيران، ومُختَصَرُها أنّ ولاية الفقيه تكتفي بصواريخ الخطابة، والإغارة الكلاميّة، وفي المُقابل تُحجِم إسرائيل عن قصف إيران، وتُحجم أيضا عن اجتياح لبنان، ولَو بَدَت التّحضيرات الإسرائيليّة عسكريّا وخِطابيّا لا توحي بذلك.

تعرف إسرائيل أنّ كلفة احتلالها ووجودها على الأرض اللبنانيّة أكبر من مفاعيل صواريخ وقذائف المقاومة الإسلاميّة التي تُصيب أرضها، وهي الآن مرتاحة نسبيّا، لأنّها أحرزَت أهدافا لا يُستهان بها، وإن على حساب وحشيّة وإجرام لا مثيل لهما، فلماذا تَعبُر حدود لبنان بجيشها، طالما أنّها تتمكّن بكثافة نارها، ونجاح اختراقها الأمنيّ التكنولوجيّ، من مكاسب لا يمكن الوصول إليها بِلا كثير من الدماء الإسرائيليّة في المواجهات العسكريّة وجهًا لِوجه، على أرض لبنانيّة؟

أمّا إذا كان من قرار فعليّ، للعدوّ الإسرائيليّ، بالاجتياح، فهذا يعني أنّ مسألة مُسانَدة حزب الله لِحركة "حَماس" في غزّة دخلَت مرحلة جديدة، وتحت عنوان جديد، هو الحرب المفتوحة بين حزب الله والعدوّ الإسرائيليّ، وهذه الحرب لن تكون نهايتُها مُرتبِطة بأيّ تسوية بين إسرائيل وحَماس.

وفي هذه الحال، نكٌون قد انتقلنا من واقع قاتِل إلى واقع أشدّ قَتلا.

فهَل من طاقة أمَل تَظهَر ونُطِلّ منها على فرج لعلّه قريب؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa