أطفال جنوب لبنان محاصرون في مرمى النيران

الكاتبة : سارة مروان الريش

ما يتعرض له لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي هو أشدّ وأكبر من قدرة الأطفال على تحمّلها، لذلك، "يجب بذل المزيد من الجهود لوقف معاناتهم الى وقف فوري للعدوان وحماية الأطفال والمدنيين في لبنان" ، وضرورة مضاعفة الجهود للتأكد من أن كلّ طفل في المناطق التي تتعرض للعدوان والقصف الإسرائيلي في منأى عن الأذى الجسدي والنفسي ولديه الفرصة في النمو والنجاه .

منذ 11 شهرًا يعيش أطفال جنوب لبنان وأهاليهم، خصوصًا في المناطق الحدوديّة التي تدور فيها المعارك الفعليّة، وبعض مناطق البقاع والضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت، حالةً صعبةً للغاية جرّاء الحرب المندلعة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، وتحول المشهد منذ يومين عندما قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بدء عدوان واسع على لبنان ، تبدلت حياة الاطفال وخاصة نزح أكثر من نصف مليون لبناني من منازلهم في جنوب لبنان هربا من القصف العنيف للجيش الاحتلال الذي لا يفرق بين البشر والحجر، وتعيد هذه الصور للأذهان موجة نزوح في حرب تموز 2006، صورهم وهم يجلون بين بلدة وأخرى باحثين عن مأوى يحتمون فيه رثيما تنتهي الحرب ، ففي وقت شكل فيه العدوان الإسرائيلي الغير المسبوق صدمة بالنسبة للبنانيين ، جاءت المفاجاءة من بوابة النزوح و معاناة أطفال جنوب لبنان، وفي ظل تصعيد أكبر للهجمات الإسرائيلية والقصف العنيف على الجنوب اللبناني ، لا بد من الإشارة إلى الآثار والعواقب النفسية التي تتسبب بها الحرب على الأطفال المعرضين بشكل متزايد لخطر المعاناة والمشاكل الصحية والنفسية نتيجة الوضع القسري المفروض عليهم .

نعيش الخوف من تتكرر مأساة أطفال غزة في لبنان وخاصة النظام الصحي غير قادر على تلبية متطلبات الرعاية الصحيّة العامة بسبب ندرة الموارد، بما في ذلك الطاقة والموارد البشرية والمعدات والأدوية. أدّت الأزمات الاقتصادية والمالية اللبنانية الغير المسبوقة التي ضربت لبنان منذ العام 2019، إلى تفاقم نقاط الضعف الاقتصادية القائمة، مما أدّى الى فقدان الوظائف والدخل وارتفاع التضخم ونقص الخدمات الأساسيّة، بما في ذلك الأدوية والكهرباء.

الآن هو الوقت العمل لحكومة لبنان على نطاق أوسع، و بحاجة أن يكون التضامن الواسع بين اللبنانيين ،للتصدي للعدوان الإسرئيلي ، ونحتاج إلى التراجع عن حافة الهاوية ونعمل على إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ونعيد بناء لبنان ومؤسساته والحفاظ على سيادته .