"الحزب" يدار بالشراكة: مصير صفي الدين مجهول وهذا خليفته المحتمل

بعد الضربات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفت موقعًا لحزب الله، فُقد الاتصال برئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله هشام صفي الدين، والذي يُعتقد أنه كان متواجدًا في الموقع المستهدف. 

بينما أكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي، أن إسرائيل تعيق الجهود المبذولة للبحث عن صفي الدين، وأن مصيره لا يزال مجهولًا، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الحزب بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله، الشهر الماضي.

ويرى محللون أن استبدال نصر الله سيكون تحديًا أكبر الآن، خصوصًا بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت كبار قادة حزب الله، مما يثير تساؤلات حول أمن الحزب واستقراره الداخلي.

وفي هذا السياق، أوضح مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في معهد كارنيجي الشرق الأوسط، أن المشهد داخل حزب الله سيتغير بشكل كبير، مشيرًا إلى أن نصر الله كان "الغراء الذي حافظ على تماسك المنظمة".

ومن جهته، اعتبر دبلوماسي أوروبي أن حزب الله يختار بديلاً لكل قائد يُغتال، لكن اغتيال قادة مثل صفي الدين قد يضع الحزب في موقف صعب للغاية ويؤثر سلبًا على معنويات مقاتليه، مؤكدًا على التفوق الإسرائيلي الأمني والعسكري.

ويرى فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، أن إسرائيل تسعى لكسر قوة حزب الله من خلال تدمير بنيته القتالية، وليس فقط عبر اغتيال قادته. بينما أشار فيليب سميث، الخبير في شؤون الجماعات الشيعية المسلحة، إلى أن الزعيم الجديد لحزب الله يجب أن يكون مقبولًا لدى الجماعة في لبنان وإيران. وكان هشام صفي الدين قد تم تداوله كخليفة محتمل لنصر الله نظرًا لارتباطه العائلي به ومكانته الدينية.

لكن مع تزايد الاحتمالات باغتيال صفي الدين، يشير البعض إلى أن إبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي للحزب والمنحدر من منطقة البقاع، قد يكون الخليفة المحتمل. 

والسيد كان عضوًا مؤسسًا في حزب الله وساهم في تطوير الحركة السياسية والعسكرية للحزب. 

أما صفي الدين، الذي كان يُشرف على الشؤون السياسية للحزب وعضوًا في مجلس الجهاد، فصنفته وزارة الخارجية الأميركية كإرهابي في 2017.

وفي الوقت الحالي، أعلن قماطي أن حزب الله يُدار من خلال "قيادة مشتركة"، مع تولي نعيم قاسم وآخرين تسيير شؤون الحزب مؤقتًا.