سنسمعه في خطاب مختلف

05:03PM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

ليس خطاب الشيخ نعيم قاسم لإعلان ما هو بِحُكم القرار في المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، إنّما هو نتيجة، لِإملاء ولاية الفقيه.

لقد زار مُوفَدو خامنئي لبنان، عبْر مطار بيروت، وتَجوَّلوا في الشوارع، وعايَنوا مواضع الدمار والمجازر التي ارتكبتها آلة الإجرام الإسرائيليّة، بوحشيّة غير مسبوقة.

وبدا واضحا تشجيع هؤلاء الزائرين لمواصلة إسناد غزّة، وزيادة الحرب نارا واتّساعا. ولا شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيليّ، صاحِب العين المجرمة، الساهرة على مطارنا، لم يمنع وصول مبعُوثي خامنئي إلى لبنان. وذلك لأنّ من مصلحته اتّساع مساحة الحرب، لِيُكمل مسلسل إبادته للشعب اللبنانيّ وتهجيره، ضاربا ما استطاع من قدرات المقاومة الإسلاميّة مجاهِدين وأسلحة...

ربّما تحاول طهران في تشجيع حزب الله على التصعيد في هجوماته الصاروخيّة، ومواجهاته الأرضيّة، أن تخفّف من قوّة الردّ الإسرائيليّ عليها، غير أنّ الردّ الإسرائيليّ علينا سيكون أعنف، وهكذا تتبرّع لنا ولاية الفقيه بمزيد من الموت والأكفان، طامعة في أن تكون حصّتها من الضرر الإسرائيليّ متواضعة، كما جرت العادة.

لم يقل الشيخ قاسم جديدا، واكتفى بإعلان الالتزام بمشيئة طهران، فلا فصْلَ ناريًّا بين لبنان وغزّة، ولا وقف إطلاق نار، وبعضُ الإنشاء البلاغيّ الجديد: بدأنا مرحلة إيلام العدوّ. 

واضِح أنّ المقاومة آلمَت العدوّ الإسرائيليّ في أكثر من واقعة، وواضح أيضا أنّ اللبنانيّين كلّهم، بمَن فيهم جمهور المقاومة، يعانون ألما متصاعدا يوما بعد يوم، ما لا طاقة لأحد على تَحمُّله.

مليون ونصف لبنانيّ مهجَّرون، والعدوّ يعلمهم يوميّا بمنع العودة. آلاف الضحايا، والجرحى، والمحتاجين على رصيف الوطن...

مدارس الدولة اللبنانيّة وجامعاتها مهدَّدة بخسارة العام الدراسيّ. هجرة من باب واسع، إلى الداخل وإلى الخارج. مؤسّسات خاصّة تَرزح تحت وطأة شبح الإقفال...

رغم كلّ هذا، يعِدنا الشيخ قاسم بالنّصر، وبالإعمار بَعدَه.

فهل سيكون فعلا هو مَن سيقرّر وقف  إطلاق النار؟ وهل هو من سيفاوض؟ وماذا إذا كان القرار بيد نتنياهو وحده، الذي قد يلجأ إلى التعديل جغرافيّا وديموغرافيّا في لبنان؟...

وغريب كيف يطلب قاسم من الشعب اللبنانيّ الالتفاف حول المقاومة، في حين أنّها ترتبط بولاية الفقيه، ومعظم اللبنانيّين، باستثناء جمهور المقاومة، لا يريدون هذه الحرب، ويعتبرون حزب الله قد ورّطهم فيها رغما عنهم؟

ليس للدولة اللبنانيّة، ولا لإيران القدرة الماليّة على الإعمار، وحين يأتي وقته لن يكون سوى بدعم دوليّ، وهذا الدعم لن يتوفّر بِلا فرض سلطة الدولة اللبنانيّة على أرض الجنوب اللبنانيّ...

فالشيخ قاسم يعرف هذه الحقيقة، وقد يعدّل في خطاب آتٍ ما قاله اليوم، وسيتمّ هذا التعديل عندما تنضج الطبخة على النار الثلاثيّة: نار أميركا وإسرائيل وإيران.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa