ولاية الفقيه:"ألأمرُ لي"

02:56PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

منذ بداية "طوفان الأقصى"، ونحن عالِقون بين مطرقة أميركا وسندان إيران، فالأولى تَضغط على العدوّ الإسرائيليّ كي يكتفي بالرّدّ القاسي على حزب الله، والثانية تدفع الحزب نحو المزيد من ضراوة المواجهة مع الجيش الإسرائيليّ، وتُقنعه بأنّ وحدة الساحات لا تَشمل طهران، وبأنّ الصواريخ الإيرانيّة، التي لها أن تُزيل إسرائيل من الوجود، مُخَبَّأة للوقت المناسب، ما يعني عمليّا أنّ ولاية الفقيه ستقاتل حتّى آخر لبنانيّ ويمنيّ وعراقيّ وفلسطينيّ.

ولا شكّ في أنّ تل أبيب تُجاري واشنطن في تلطيف ردّها على طهران، خشيةَ توسيع ساحة الحرب، والاتّجاه نحو حرب إقليميّة، فننال نحن الموت والتّهجير والفقر والذلّ من وحشيّة العدوّ الإسرائيليّ، مُسَدِّدين فاتورة باهظة عن إيران. ولا قدرة عندنا، أو عند غيرنا، تستطيع فصل حزب الله عن مشيئة ولاية الفقيه، وإنْ بشكل محدود، على مستوى إيقاف الحرب، مهما بلغت الخسائر والأثمان اغتيالا، وتهجيرا، وهدْمَ قرى ومُدن، وخرابَ اقتصاد، وتعطيلَ استحقاقات لبنانيّة...

لم تعُد المسألة تحت رحمة الميدان، وقدرة المقاومة الإسلاميّة على منع جيش العدوّ من الاجتياح بَرًّا، فالرأي العامّ، المحلّيّ والدّوليّ، يعرف أنّ التقدّم الإسرائيليّ في البَرّ لن يكون نزهة، غير أنّ التمادي الإسرائيليّ في عدوانه المستمرّ ألحَق بالشعب اللبنانيّ خسائر لم يعُد من الممكن تحمُّلُها، والحبل على الجرّار طالما أنّ الضغط يأتي على حزب الله ليوقف النار، في حين أنّ أصحاب القرار دوليّا يعرفون المرجع الصالح في هذه المسألة وهو إيران وحدها.

لا الرئيس نبيه برّي مفوَّض للحسم في التفاوض عن الحزب، ولا أحد من السلطة اللبنانيّة يستطيع أن يفاوض، ما يعني أنّ الحرب ستستمرّ، وسنبقى عالقين في المسافة القاتلة بين أميركا وإيران، إلى أن تتمّ التسوية الكبرى بين واشنطن وتل أبيب وطهران، عندئذ يطلب خامنئي من مقاومته في لبنان إسدال الستارة على مسرح النار.

ليس للمقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، قرار، أمام ما تعانيه ويعانيه الشعب اللبنانيّ الذي يشكّل جمهورها جزءا كبيرا منه. فنحن ننتظر مَوتنا بالدَّور، ونُجَرّ بالسّلاسل إلى جحيم ولاية الفقيه المُحكِمة سيطرتها على لبنان، ربما أكثر من سيطرتها على إيران.

وعليه، فإنّ أيّ طلب من حزب الله إضاعة للوقت، وتسديد في الاتّجاه الخاطئ، إذ لا حلّ إلّا بالضغط على طهران، فهي الآمرة النّاهية في كلّ شيء يرتبط بالمقاومة الإسلاميّة عندنا. وكلّ تَساهُل أميركيّ وإسرائيليّ معها يعني طوفان الموت الأقسى في لبنان


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa