هوكشتاين راجع وصاروخ الأولي يضرب القرار ١٧٠١

07:09AM

يستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان في توجيه رسائله النارية في أكثر من اتجاه، يبدأ بتوسيع مساحة التهجير والتفريغ، حيث وصلت أعداد القرى والبلدات التي صنّفها خط نار إلى 150 بلدة يعمل على تدميرها اما كلياً او جزئياً، بحيث تصعب العودة اليها سريعاً والسكن فيها، بالإضافة إلى إرساء معادلات تفرض سيطرته الأمنية والعسكرية. ولعلّ رسالته بقصف محيط مطار بيروت رداً على قصف المقاومة محيط مطار بن غوريون تشكّل إنموذجاً قوياً... ما دفع المراقبين إلى طرح السؤال: إلى متى سيستمر هذا العدوان الإسرائيلي بعد تجاوز محطة 5 تشرين الثاني الانتخابية الاميركة، والتي تمّ التعامل معها على أنّها محطة مفصلية؟

قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً طرح نقاطاً عدة بدأ النقاش فيها جدّياً:

- الأولى مدة الحرب، إذ يُطرح السؤال حالياً كم ستطول في ظل تعهد ترامب بإنهاء الحروب؟ وهل ستتمكن اسرائيل من إعلان الوصول إلى أهدافها قبل ان يتسلّم ترامب مقاليد الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل؟ وكيف سيستغل نتنياهو المرحلة الانتقالية برفع مستوى التصعيد أم بالإبقاء على وتيرة العدوان مع فرض معادلات يعكسها الميدان؟

 

- الثانية ، ماذا عن القرار 1701 وكيف ستعود إسرائيل إلى التفاوض حوله ومع أي شروط خصوصاً انّ ضربة الأولي كانت رسالة واضحة لجناحي تطبيق القرار (الجيش و«اليونيفيل»).

- الثالثة والأهم، من أين سيُستأنف التفاوض؟ وهنا يكشف المصدر انّ المبعوث الاميركي أموس هوكشتاين سيعود إلى بيروت قريباً، بعد ترتيب أمور عدة طرحها مع نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لتل ابيب، وهناك اتفاق على ان يستكمل هوكشتاين ملف التفاوض خلال المرحلة الانتقالية.

 

الوقت الضائع

إلى ذلك، أبلغت اوساط سياسية إلى «الجمهورية»، انّ مقولة ترامب خلال حملته الانتخابية بأنّه آتٍ لـ«إنهاء الحروب وليس لبدئها»، ستكون على المحك وتحت الاختبار مع فوزه في الانتخابات الرئاسية. ولفتت هذه الاوساط الى انّ ترامب كان قد اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الاخير للولايات المتحدة الاميركية قبيل الانتخابات، على انّه إذا فاز بالرئاسة فهو يريد أن تكون الحرب الإسرائيلية على غزة قد انتهت عند تسلّمه مقاليد الحكم رسمياً.

واشارت المصادر إلى أنّ الوقت الضائع الفاصل عن تولّي ترامب السلطة في 20 كانون الثاني سيملأه نتنياهو بمواصلة عدوانه على غزة ولبنان، من دون ان يعني ذلك أنّ العدوان سيتوقف فوراً بعد 20 كانون الثاني، وذلك في انتظار تبيان معالم الصفقة التي سيعمل عليها ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

 

شكوك قوية

وإلى ذلك، تعلّق قوى اليمين واليمين المتطرّف التي تقود حكومة نتنياهو، أهمية كبرى على فوز ترامب بالرئاسة، وتراهن على أنّ الإدارة الأميركية المقبلة ستكون مطواعةً جداً لمخططاتها، خصوصاً في ما يتعلق بـ»تذويب» الملف الفلسطيني نهائياً وإضعاف إيران كقوة نووية ذات طموحات توسعية في الإقليم.

 

لكن مصادر ديبلوماسية مواكبة في بيروت أبدت عبر «الجمهورية» شكوكاً قوية في قدرة الحكومة الإسرائيلية على تسخير الدعم الأميركي لخدمة مصالحها الإقليمية في شكل مطلق. وتستدل إلى ذلك بقول ترامب نفسه إنّ نهجه لن يكون مبنياً على إشعال حروب جديدة بل على إنهاء الحروب المندلعة حالياً وإبرام صفقات وتسويات. وبالتأكيد، سيبدأ ترامب بإطفاء النار التي طال أمدها على اطراف أوروبا، في أوكرانيا، ويحاول تعميم هذا المناخ التسووي على أزمات الشرق الأوسط، حيث سيراعي مصالح الحليف الإسرائيلي، لكنه لن يطلق العنان لطموحاته بلا ضوابط، حرصاً منه على التوازن في علاقات واشنطن الشرق أوسطية. لكن ما تتخوف منه المصادر هو الفترة الانتقالية في البيت الأبيض، التي ستدوم نحو شهرين ونصف الشهر، وفيها قد يقوم نتنياهو وشركاؤه بتصعيد عسكري خطر يفرض أمراً واقعاً على الإدارة الأميركية المقبلة.

 

ميقاتي إلى الرياض

في هذه الأجواء ستتجّه الأنظار إلى الرياض التي ستشهد الاثنين المقبل القمة العربية الإسلامية التي دعت اليها المملكة العربية السعودية، لاتخاذ موقف من استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر من سنة، وكذلك على لبنان وما يخلّفه من مجازر ودمار. وسيتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد غد الأحد إلى الرياض للمشاركة في هذه القمة.

 

وقالت أوساط حكومية انّه سيطلب الدعم والعون للبنان من الدول المشاركة، لمساعدته في الصمود، في ظل النكبة التي نعيشها والإبادة التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق البشر والحجر والتراث والتاريخ، بالإضافة الى طلبه الضغط على دول القرار لوقف هذا العدوان ووضع حدّ للإبادة والمجازر».




المصدر : الشرق الأوسط

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa