وقف إطلاق النار: الشيطان يكمن بالتفاصيل والتفاؤل حذر

يعيش اللبنانيون حالة من الترقب والخوف مع توسع دائرة الحرب الإسرائيلية لتشمل مناطق مختلفة خارج الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى قلب العاصمة بيروت.  

وأكدت مصادر محلية أن السلطات اللبنانية أبلغت واشنطن موافقتها المبدئية على اقتراح وقف إطلاق النار الذي عُرض سابقاً، مع بعض التحفظات. ورغم ذلك، حذر مراقبون من الإفراط في التفاؤل، مشيرين إلى أن "الشيطان يكمن في التفاصيل".  

وفي سياق المفاوضات، أوضحت مصادر مطلعة أن رئيس البرلمان نبيه بري وفريقه يتواصلون بشكل مكثف مع المبعوث الأميركي آموس هوكستين وفريقه، بهدف التوصل إلى صياغة نهائية للمقترح الذي سيُقدَّم للجانب الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يصل هوكستين إلى بيروت غداً، الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة، فيما لا تزال مسألة الجهة المشرفة على تنفيذ الاتفاق نقطة عالقة.  

وبحسب تقارير، سينتقل هوكستين بعد ذلك إلى تل أبيب لتسليم الرد اللبناني على المقترح الأميركي. وتُشير مصادر دبلوماسية إلى أن النص المطروح يترك انطباعاً بأن إسرائيل هي الطرف المنتصر، مما قد يعرقل تمرير الاتفاق. كما اعتبر "حزب الله" أن المقترح يشكّل إطاراً مبدئياً لأي اتفاق مستقبلي، لكنه بحاجة إلى نقاش موسّع.  

وتأتي زيارة هوكستين  عقب لقاء السفيرة الأميركية ليزا جونسون، الجمعة الماضي، برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، حيث عُرض "مقترح أميركي" مكوّن من 13 نقطة. وطالب بري حينها بمهلة ثلاثة أيام لدراسة التفاصيل، فيما لم يصدر الجانب الإسرائيلي موقفاً رسمياً حتى الآن.  

يرتكز هذا المقترح على القرار الأممي 1701، الذي أنهى حرب تموز 2006، وينص على بسط الجيش اللبناني سيطرته على الجنوب وسحب الأسلحة والمسلحين من المنطقة، إلى جانب هدنة أولية لمدة 60 يوماً.  

في الأثناء، تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري منذ أيلول الماضي، مستهدفة الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. كما أطلقت عملية برية محدودة في الجنوب، حيث توغلت في بعض البلدات الحدودية وشنّت غارات مكثفة دمّرت عشرات القرى. وأسفر التصعيد عن ارتفاع عدد القتلى اللبنانيين إلى أكثر من 3800 شخص منذ اندلاع الصراع، في أعقاب إعلان حزب الله فتح "جبهة إسناد غزة".