تفاؤل لبناني حذر بوقف إطلاق النار وإسرائيل تهدد التسوية

07:06AM

اقتراح التسوية الأميركي الرامي إلى بلوغ اتفاق على وقف اطلاق النار على جبهة لبنان في مربّع الحسم. ولكن ما يمكن قوله حتى الآن هو أنّ الامور تتقدّم إيجاباً على خط هذه التسوية، ولكن لا مواقيت او مواعيد محدّدة لبلوغها خط النهاية، وبالتالي فإنّ دخان التسوية «رمادي فاتح». والانتقال من الرمادية إلى البياض مرهون بإكمال مهمّة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مسارها الإيجابي في إسرائيل دون ان تعترضها عراقيل او مطبّات او ألغام او مماطلات من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي هذه الحالة، قد لا يتأخّر تصاعد الدخان الابيض والاعلان رسمياً عن هذا الاتفاق، بل يصبح هذا الإعلان قاب قوسين او أدنى.

وفي موازاة ذلك، دخان أسود كثيف يلف المناطق الجنوبية بشكل خاص في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي على القرى والبلدات الآمنة، والاستهداف الصاروخي المكثف للمواقع والقواعد والتجمعات العسكرية وعمق المستوطنات والمدن الاسرائيلية. بالتزامن مع المواجهات العنيفة التي يخوضها الحزب لمحاولات التوغل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على محاور عدة في اتجاه الأراضي اللبنانية، والتي ادّت في الساعات الماضية إلى مقتل ما لا يقل عن 5 جنود إسرائيليين وفق ما اعلنت وسائل اعلام إسرائيلية.

الكرة في ملعب إسرائيل

ما هو واضح في المسار اللبناني انّ المقترح الأميركي عبر بإيجابية ملحوظة من الجانب اللبناني، تلقي الكرة في ملعب المستوى الحاكم في اسرائيل، الذي يتوقف على تفاعله الإيجابي مع الصيغة النهائية التي أنجزها هوكشتاين في بيروت تحديد مسار العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكان في اتجاه إنهائه، او في اتجاه الانتقال إلى مرحلة من التصعيد أكثر قساوة وعنفاً وتدميراً.

وإذا كانت حالة من التفاؤل الحذر تعتري الجانب اللبناني حيال ما تمّ التوصل اليه مع هوكشتاين، فإنّ مصادر عين التينة تؤكّد لـ«الجمهورية» انّ «المناقشات مع هوكشتاين جرت في أجواء مريحة قدّمنا خلالها أقصى ما يمكن من التسهيلات التي من شأنها وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بالشكل الذي يؤكّد على القرار 1701 وتنفيذه بكل مندرجاته، ولا يمسّ او يتعارض مع سيادتنا الوطنية».

 

وبطبيعة الحال كما ترى المصادر، «فإنّ ما تمّ الإتفاق عليه مع هوكشتاين نرى أنّه يشكّل السبيل الموضوعي لوقف إطلاق النّار وإنهاء العدوان الإسرائيلي». مشيرة إلى أنّ الساعات الأخيرة التي تلت زيارة الوسيط الاميركي إلى عين التينة ولقاءه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تواصل خلالها العمل بوتيرة مكثفة وبنَفَس إيجابي، وانتهينا إلى صياغة وتثبيت خلاصات في المقترح الأميركي تحفظ بالكامل سيادة لبنان الوطنية، ومرتبطة في جانب منها بخط الحدود البرية، والخطّ الأزرق، وبما يخصّ لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701».

ورداً على سؤال قالت المصادر إنّ «ما تمّ تثبيته من خلاصات يشدّد في جوهره على الإلتزام الكلّي بهذا القرار وتنفيذه بكلّ مندرجاته بالشكل الذي صدر فيه في العام 2006، ويؤكّد بالتالي على عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم، وانسحاب عاجل لجيش العدو إلى ما وراء الحدود الدولية».

وأشارت المصادر إلى انّ «اللقاء الثاني بين الرئيس بري وهوكشتاين جرى في أجواء مريحة جداً، حيث جرى بعض التنقيح لبعض مضامين المقترح، والوسيط الأميركي أبدى تفاؤلاً ملحوظاً في إمكان أن يفتح ما تمّ التوصل اليه مع الرئيس بري، نافذة لحل واتفاق وشيك على وقف اطلاق النار».

 

بري: تفاؤل حذر

ونقل زوار الرئيس بري عنه إشارته «إلى مستوى عالٍ من الإيجابية، أقله من قبلنا، للوصول إلى وقف العدوان الاسرائيلي، وهذا ما يجب أن يحصل في القريب العاجل»، كما أعرب عن ارتياحه لجوّ المباحثات الجيدة مع هوكشتاين.

 

إلّا أنّ بري، وكما ينقل الزوّار، آثر عدم الغوص في مضامين المقترح وتحديد ماهية الملاحظات التي أبداها الجانب اللبناني على مقترح التسوية، مكتفياً بالإشارة إلى انّ ما تمّ التوصل اليه يبعث على التفاؤل، لكن تبقى العبرة في الخواتيم. ومن هنا يبقي بري على قدر عالٍ من الحذر في انتظار تبلور طبيعة الموقف الإسرائيلي من المقترح الأميركي.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ الرئيس بري سبق له أن اشار إلى انّ مقترح التسوية، وكما أبلغه هوكشتاين، منسق بالكامل بين الاميركيين والإسرائيليين، ولكن كما يعلم الجميع، ليست المرّة الاولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم.

وكان هوكشتاين قد زار عين التينة امس للمرّة الثانية في 24 ساعة، وعقد اجتماعاً مع الرئيس بري في حضور السفيرة الاميركية ليز جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث تناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.

 

إستمر اللقاء ساعة من الوقت، قال على إثره هوكشتاين: «لقد ختمت للتو إجتماعاً آخر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمّ بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة. وقد أنجزنا تقدّماً اضافياً، وسوف انتقل خلال ساعتين إلى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك».

وقد استبقت اسرائيل وصول هوكشتاين إلى تل أبيب بما بدا أنّه تشويش على مهمّته، يهدّد التسوية ويُضعف الآمال في إمكان إكمال المستوى السياسي الحاكم في اسرائيل للمسار الإيجابي. ويُخشى انّه ينذر بتقديم اسرائيل ما وصفها مسؤول كبير عبر «الجمهورية» بـ«هدية مسمومة» للوسيط الاميركي تنسف مسعاه، في ظل الضخ المتواصل من المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية بأن لا اتفاق مع لبنان الّا بالشروط الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس: «إنّ شرطنا لأي تسوية سياسية مع لبنان هو الحفاظ على حق الجيش بالتحرّك لحماية مواطني اسرائيل». ولاقاه وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر بقوله: «انّ وصول هوكشتاين الى المنطقة يعني انّ الاميركيين يؤمنون بإمكانية التوصل الى اتفاق مع لبنان، ولكن من المهم التأكيد على اننا نريد اتفاقاً مع لبنان يصمد لوقت طويل. وفي اي اتفاق سنحافظ على حرّية تحركنا عند حدوث أي خرق».


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa