28/11/2024 10:35AM
كتب شفيق حبيب في السياسة:
جرياً على عادته، وفي ختام كل "تخبيصة" يقترفها حزب الله بحق لبنان واللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً، حيث تكون حصّتهم من هذه الاقترافات حصة الأسد، يدأب الحزب على تظهير نفسه في مظهر شعبي متوكئاً على وجدانيّات وعواطف مهترئة لا تغني ولا تسمن من جوع. بل إنها تشكّل دليلاً قاطعاً يُمكن للعدوّ استغلاله لتبرير جرائمه بحق المدنيين.
ما إن انتهت الحرب وعاد الجنوبيون كغيرهم من النازحين إلى ما تبقى من منازلهم التي أُجبروا على تركها مكرهين، حتى طالعنا الإعلام الممانع برسائل اعتذار وطلبات مسامحة ممهورة بتواقيع رجال الله الذين يستميحون أصحاب تلك المنازل عذراً على سيجارة أو مسحوق غسيل استخدموه دون علمهم، كما والمبيت أيضاً دون إذنهم.
إن ما يريده حزب الله من اللبنانيين هو تلقّف تلك الرسائل كما تلقّفت "عدلا" رسائل "عبدو" في فيلم سفر برلك، والوقوع فريسة للاستعطاف وغسل الأدمغة، وهذا ما حصل فعلاً مع البعض الذين زادوا في الرقة حتى انفلقوا من خلال تعليقاتهم على الحدث.
إن السؤال الذي يجدر بنا طرحه وبكل جدية هو: كيف تمكّن عناصر حزب الله من دخول تلك المنازل حيث لا سبيل لدخولها سوى عن طريق الخلع؟ وهذا الأمر يجعل المنازل عرضة للسرقة بعد مغادرتهم، وكثيرة هي حالات النهب والسطو التي انتشرت في القرى المهجورة. والتي سمعنا عنها عبر الوسائل الإخباريّة
إن الأمر الأكثر خطورة وتهديداً هو أن تلك الرسائل تشكّل دليلاً دامغاً على استغلال عناصر حزب الله للمنازل المهجورة في قتالهم ضد جيش العدوّ، وهو ما يشكّل عامل تبرير صلب ومتين لقصف تلك المنازل وتسويتها بالأرض ويسمح له بالتنصّل بكل بساطة من فعلته، لا بل يجد له تبريراً أمام المجتمع الدولي وأمام محكمة العدل الدولية. كما أن ذلك يضع أصحاب الحقوق أمام أمرين: إما أن يستنكروا اقتحام منازلهم واستعمالها دون إذنهم، وأن يحتفظوا بحقهم في الإدعاء على كل من يثبت ضلوعه في تلك الفعلة، وإلّا فإنهم يضعون أنفسهم وأبنيتهم في خانة ليس من مصلحتهم أن يحشروا أنفسهم فيها، حيث أنهم يرحّلون بفعلتهم هذه كل خسائرهم إلى خسائر معدومة.
إن ما يجري هو تحايل عاطفي يهدف إلى تبرير الأخطاء، لكنه لا يعفي المسؤولين من تبعات أفعالهم. وينبغي على المواطنين أن يكونوا يقظين وأن يتمسكوا بحقوقهم دون التفريط في أرضهم وممتلكاتهم.
شارك هذا الخبر
الحزب مشكلة لبنان وأداة اسرائيل!علوش: القوات تريد المعارضة ولن تستقيل.والشيعة كانوا يسمعوا ام كلثوم!
جيزوش إلى النصر: مدرب الألقاب يتسلّم دفة القيادة!
أزمات صيدا بين العطش والتحديات الأمنية...وسعد يقرع ناقوس الخطر
ضو يحذّر من الانفجار في السويداء: الحوار أو الفوضى
غارات إسرائيلية على السويداء...وكاتس يتوعد النظام السوري: لن نسمح بتهديد الدروز
توم برّاك: الخوف من نزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة لهذا الأمر قد يؤدي إلى حرب أهلية
الموفد الاميركي توم برّاك: الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل
مخيّم "شريك و نِسي": رحلة قيم وإيمان لفتيان بيروت والمتن
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa