لماذا تسعى الجماعات السورية المسلحة السيطرة على حماة؟

04/12/2024 03:21PM

تدخل المعارك في الشمال السوري منعطفاً جديداً مع سيطرة الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة في ريف، ضمن عملية "ردع العدوان".

تعدّ مدينة حماة وريفها موقعين حيويين على الصعيدين العسكري والجغرافي، حيث تقع في قلب سوريا، وهي نقطة ربط رئيسة بين الشمال والجنوب، وبين الساحل والداخل.

السيطرة على المدينة تفتح الطريق نحو حمص، ما يعني اقتراب الفصائل المسلحة من وسط البلاد، وهو أمر قد يُهدد الحكومة السورية في مناطق سيطرتها الأساسية.

ووفق تصريحات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن تقدم الفصائل في حماة قد يمهّد الطريق لسقوط حمص، التي تُعد بوابة جنوبية لمناطق النظام الحيوية.

في حال استمرار الفصائل المسلّحة في تحقيق مكاسب على الأرض، قد تتحول المعركة إلى محاولة للاستيلاء على حمص. هذا السيناريو سيشكل تهديدًا كبيرًا للنظام، لأنه يعني فقدانه السيطرة على وسط البلاد.

والسيطرة على حمص، في حال تحققت، ستقطع شريان المواصلات والإمدادات بين العاصمة دمشق والساحل السوري.

استطاعت الفصائل المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" حتى اليوم السيطرة على 18 بلدة وقرية في ريف حماة، بينها طيبة الإمام وحلفايا ومعردس، مقتربة من مدينة حماة على مسافة لا تتجاوز 6 كم.

هذا التقدم جاء من ثلاثة محاور رئيسة، في الشمال والشمال الغربي، ما يزيد من الضغط على القوات السورية المدافعة عن المدينة.

النجاح في السيطرة على هذه المناطق يضع الفصائل في موقع يمكنها من تهديد قواعد إستراتيجية، مثل مدرسة المجنزرات واللواء 87، فهما من أهم المواقع العسكرية للجيش السوري في المنطقة.

ودفعت القوات السورية بأضخم تعزيزاتها العسكرية إلى ريف حماة.

وتهدف إلى تأمين محيط قيادة الفرقة 25، التي تُعد رأس الحربة في الدفاع عن المدينة، وتأمين خطوط الإمداد الحيوية للجيش السوري.

ويكثّف الجيش، بدعم روسي، غاراته الجوية على مناطق سيطرة الفصائل في ريفي إدلب وحلب، في محاولة لاستنزافها وإضعاف خطوطها الأمامية.

ولكن فعالية هذه الغارات تبقى مرهونة بقدرة النظام على تحقيق تقدم ميداني ملموس.

بالتزامن مع تصاعد المعارك، بدأت السلطات السورية بإفراغ المصارف ومكاتب الصرف في مدينة حماة، في خطوة تعكس المخاوف من فقدان السيطرة على المدينة.

هذه الإجراءات تُظهر قلق النظام من تأثير التقدم العسكري للفصائل على الاقتصاد المحلي، فضلاً عن احتمالية وقوع اضطرابات اجتماعية في حال دخول الفصائل إلى المدينة.

يبرز الدعم الروسي للجيش السوري عبر الغطاء الجوي المكثف الذي يقدمه للطيران الحربي، حيث نفذ الطيران الروسي والسوري غارات عنيفة استهدفت مواقع المعارضة.

في المقابل، تُظهر هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها تنسيقًا عسكريًا عالي المستوى، ما يشير إلى وجود دعم لوجستي وعسكري إقليمي غير مباشر.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa