ليس لدينا أعداء في لبنان... أرسلان في أوّل موقفٍ بعد التغيير السوري: "اللي عمره أكثر من 1200 سنة ما بتهزّه ريح"

11/12/2024 12:39PM

يلتزم كثيرون، ممّن كانوا يُصنّفون في خانة "حلفاء سوريا"، الصمت منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. اختار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن يخرج عن صمته، متحدّثاً لموقع mtv عن علاقته بسوريا ورئيسها السابق، وعن المستقبل في ضوء المتغيّرات الإقليميّة وانعكاساتها على الداخل اللبناني.

 

يقول أرسلان: "في اليومين المنصرمَين سُئِلت كثيراً عن تعليقي حول ما حصل في سوريا من تغييرات"، ثمّ يشدّد على احترامه "قرار وإرادة الشعب السوري وطموحه بالتغيير الذي عبّر عنه، وهذا يبقى شأناً داخلياً يخصّ سوريا وحدها وشعبها بفئاته وأطيافه كافّة، وما يهمّنا وحدة الأراضي السوريّة وعدم الانزلاق إلى أتون الفوضى والتقسيم واللعب على الاوتار الطائفيّة والمذهبيّة والعرقيّة وتحرير الأراضي السوريّة من الجيوش الإقليميّة والدوليّة المتصارعة على أرضها التي كانت وستبقى عربيّة… فحمى الله سوريا بأهلها وشعبها متمنّياً لهم الازدهار والرقي والأمن والآمان".

ولكن، ماذا عن لبنان واللبنانيّين، وما إذا كانت ستلفحنا العواصف التي هبّت على سوريا؟

يجيب أرسلان: "علينا أن نستفيد، كلبنانيّين، من التغييرات الحاصلة إقليميّاً ودوليّاً من خلفيّة واحدة وهي التمسّك بوحدتنا وهويّتنا وانتمائنا، وترك كل كان ما له أثر سلبي على وحدتنا وتماسكنا في وجه ما يُخطّط لنا من شرذمة طائفيّة ومذهبيّة لم يأتنا منها إلا الخراب والضغينة والأحقاد منذ اكثر من خمسين سنة… فآن الأوان لنبدأ ببناء دولة مدنية عصريّة عابرة للطوائف على قاعدة المواطنيّة الحقيقيّة والإنتماء الوطني السليم، وما حصل اليوم من سقوطٍ للنظام هو نتيجة تسوية دوليّة كبرى، والبطولات الوهميّة في الداخل اللبناني ومحاولة البعض للإستثمار في حدثٍ دولي كهذا أمرٌ في قمّة الخفّة".

 

ويتوقّف أرسلان عند ما يسمّيه "بيت القصيد"، إذ يتحدّث عمّن "يصرّون على ربطنا بمحورٍ أو بأشخاص". يقول: "نطمئن هؤلاء ونقول لهم "اللي عمره أكثر من 1200 سنة ومرابط على قمم الجبال والساحل لحماية لبنان واستقلاله وسيادته بعزمٍ وقوّةٍ وثباتٍ ما بتهزّه ريح من أين ما جاءت"، خصوصاً لأنّ في قاموسنا السياسي غير الدارج عند الكثيرين، لا تنطبق المبادئ والثوابت الوطنيّة مع المصالح الماديّة والبيع والشراء في المواقف، ولا ننكر أنّه من الممكن أن تلتقي في ظروفٍ محدّدة، لكن لن تكون هي البوصلة في تحالفاتنا ومواقفنا، فحين نحالف نحالف بكبرٍ وشرف، وإن خاصمنا فنخاصم أيضاً بكُبرٍ وشرف، والعلاقة مع الرئيس بشار الأسد ساهمت في المحافظة على وحدة الموقف الدرزي في سوريا وحماية المناطق الدرزيّة من كلّ شرّ أو تقسيم".

ويشدّد أرسلان على أنّه "ليس لدينا أعداء في لبنان ولا في المنطقة العربيّة بأسرها، فممكن أن نختلف في المقاربات السياسيّة، وهذا حقٌّ مشروع للجميع… "وبحياة عمرنا لم نستقوِ بأحدٍ من الخارج على الداخل ولم نسخّر علاقاتنا إلا للخدمة العامة ولم نخجل بها ولن نخجل".

 

ويختم أرسلان، عبر مقاربةٍ درزيّة للمشهد الإقليمي، ليؤكّد: "في ما خصّ بني معروف، كنّا وما زلنا وسنبقى مؤتمنين على تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا في هذه الأمة والمنطقة، وضمن التغييرات الحاصلة ندعو إلى المزيد من التماسك والوحدة والتلاقي لكي نحفظ وجودنا بعزة وكرامة ورقيّ، تماماً كما ربينا عليها جميعاً متمسّكين بهويّتنا اللبنانيّة العربيّة الأصيلة، ومدافعين عن وجودنا وهيبتنا ضمن الوحدة اللبنانيّة الجامعة، وحمى الله وطننا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa