08:35AM
كتب العميد الركن الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية حسن جوني على صفحته فايسبوك:
كيف الخلاص في ظل هذه المتغيرات الخطيرة:
بدايةً ان اهم استنتاج نخرج به مما حصل في سوريا هو ان الأنظمة الحاكمة مهما كانت قوية ومُمسكة بمفاصل الدولة فهي تبقى هشة وكرتونية عندما تستمد حمايتها من دول خارجية وليس من ارادة شعبها.
مثل هذه الأنظمة البائدة والظالمة هي التي تسببت بانهيار مقومات هذه الأمة وهزيمتها امام إسرائيل بعد استيلائها على السلطة وتمسكها بها وفسادها وافساد مجتمعاتها وتحويل الحكم إلى منفعة شخصية لسنوات طويلة ومحاولة توريثها للأبناء، وإلهاء الشعوب بقضايا وهمية وشعارات تافهة!
باختصار نحن في لبنان بحاجة إلى اعادة تشكيل هوية جديدة أو تحديثها ووعي سياسي جديد يقوم على أسس علمية لا دينية او طائفية، ديمقراطية لا عائلية أو إقطاعية أو زعامات تاريخية، مدنية حضارية لا قمعية او عسكريتارية ..
علينا أن ننقلب على انفسنا ونفكر بطريقة اخرى في وجودنا وعلاقاتنا مع هذا العالم الذي يعيش صدام الحضارات كما تنبأ صموئيل هنتنجتون ..
علينا أن نحصر قضيتنا المركزية بوطننا الصغير والعمل على التحرر من المفاهيم العقيمة والمتخلفة من خلال رسم سياسة الدولة الحديثة التي تتميز عن محيطها بقوة الانسان وانفتاحه وتفاعله مع العالم وإسقاط كل الشعارات التافهة، القومية والدينية والمذهبية، والتخلي عن الانتماءات الضيقة والمحاور والارتقاء الى العالمية حيث تغيّر مفهوم القوة تغيرا جذريا فأضحت التكنولوجيا الحديثة اقوى من الدبابات وأصبحت الحدود شفافة تخترقها الافكار المؤثرة والابتكار، أي القوة الناعمة وليس القوة الصلبة.
علينا أن نحصر قضيتنا بوطننا والعمل على إخراجه من هذه الفوضى وهذا الانهيار العام من خلال تطوير علاقاتنا الدولية وحيادنا عن صراع الحضارات انطلاقاً من ان لبنان الرسالة هو مساحة تفاعل ايجابي وملتقى لهذه الحضارات ..
علينا مراجعة حساباتنا بعد أن خذلَنا الجميع في معادلة البراغماتية في نظرية العلاقات الدولية حيث تفضيل المصالح بشكل مطلق على القيم والمبادىء المزعومة، ومن خلال تفاعلنا مع الجميع والانتقال من مفاهيم الدين والأمة والقومية في تحديد الخيارات السياسية الى رحاب الانسانية والعالمية، واعتماد استراتيجية دفاعية بذهنية مختلفة تقوم على شبكة واسعة من العلاقات الدولية حيث نخترق بذكاء ودهاء منظومات العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فيصبح وجودنا مفيداً لهذا العالم ونحصل على الحماية من خلال الدور الايجابي الفعال وعدم الانحياز والتدخل في اي صراع.
هذه طريقة تفكير سياسية جديدة تحتاج إلى تأمل عميق قبل الاسراع الى رفضها بدوافع التمسك بموروثات الماضي البعيد او القريب.
ربما يراها البعض انقلاباً على الذات وهذا صحيح فالانقلابات الجذرية تصبح ضرورة حتمية في مسار تأمين المصير عندما يتهدد الوجود وتتغير مفاهيم أساسية في السياسة والعلاقات الدولية وعندما نخوض التجارب الفاشلة واحدةً تلو الأخرى.
هي باختصار فلسفةٌ جديدة للبحث عن حماية وطن صغير بمساحته وغني بقدرات مواطنيه، وطن يصارع للبقاء ويواجه تحديات شطبه عن الخرائط الجديدة!
وليكن ذلك منطلقاً للنقاش من اجل المستقبل، فالبقاء أسرى الماضي والتمسك به هو عقمٌ في التفكير واستسلام ..
شارك هذا الخبر
الهيئة الوطنية للمفقودين: المطلوب اعتماد منهجيّة عمل تقوم على الموضوعية العقلانية
الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً: التغيّرات في سوريا فتحت نافذة أمام إمكان التقدّم في القضيّة للسعي بكلّ الجهود من أجل معرفة مصير هؤلاء أيًّا كان
تفجير ذخائر في مناطق عدة..بيان للجيش اللبناني
طقس متقلب يسيطر على لبنان: احذروا الانزلاقات والسيول
هجوم روسي على منشآت الطاقة الأوكرانية والأخيرة تتصدى
الدولار يحلق عاليًا: قرارات البنوك المركزية تدفعه للأمام
الملك عبدالله الثاني يتدخل..تطورات جديدة في قضية المريض المُشتبه بأنه لبناني
توقعات بزيادة الإنتاج العالمي تدفع أسعار النفط للتراجع
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa