المقابر الجماعية شاهدة على انتهاكات الأسد

01:56PM

بعد الصدمة التي أثارتها مشاهد المعتقلين السوريين وهو يخرجون من السجون عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، تتجه الأنظار للانتهاكات الحقوقية الأخرى التي اقترفها النظام وذلك باكتشاف مقابر جماعية تضم رفاتاً وعظاماً يُعتقَد أنها لمعتقلين تم قتلهم بعيداً عن عدسات الإعلام والمنظمات الحقوقية.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن النظام السوري اعتقل بشكل تعسفي ١٣٦٦١٤ شخصاً منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى سقوطه. ولكن هذا العدد الكبير من المعتقلين لم يظهر منه سوى آلاف قليلة من السجون بعد تحريرهم، ليبقى التفسير المنطقي الوحيد أن جميع المعتقلين الباقين قد قتلوا. وما العظام وبقايا الأجساد المكتشفة في المقابر الجماعية اليوم إلا دليل على أن النظام كان يدفن جثث المعتقلين في مقابر جماعية.

تحدثت وسائل الإعلام سابقاً عن وجود مقابر جماعية بناء على شهادة شخص مجهول قال إنه كان يعمل حفَّار للقبور، وكانت مهمته حفر المقابر الجماعية. هذا الشخص فر إلى أوروبا واستطاع أن ينقل بعض المعلومات عن تلك المقابر.

يوم الثلاثاء الماضي، أعلن "الدفاع المدني السوري"، أن فِرَقه عثرت على مقبرة جماعية في شرق العاصمة السورية دمشق على طريق مطار دمشق الدولي، وانتشلت منها 21 جثة مجهولة الهوية، موضحاً أن فرقه توجهت إلى المكان وعاينت أرضاً زراعية لم يتم زراعتها بأي شيء.

وقبل ذلك، عثر الأهالي في محافظة درعا (جنوب غرب البلاد) على مقبرة جماعية في أرض زراعية كانت عبارة عن مقر لفرع الأمن العسكري التابع للنظام السابق، وكان بداخلها 31 جثّة لضحايا بينهم أطفال ونساء

وفي حادثة أخرى، تم رصد أكثر من مئة حفر عميقة ي منطقة الحسينية في ريف دمشق يصل عمق الواحدة منها إلى 20 متراً، وتضم جثامين أشخاص كان نظام الرئيس الأسد قد اعتقلهم.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر قيام الأهالي بنبش حفر تحتوي على مقابر جماعية في مناطق عدّة في دمشق وريفها. واللافت هو غياب التعامل المهني مع هذه المقابر، حيث كان الأطفال يلعبون بين بقايا العظام، في حين يظهر النقص في المعدّات والخبرات الخاصة بالطب الشرعي.

وبحسب مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة، محمد العبد الله، فإنه لا توجد جهة سورية قادرة اليوم على التعامل مع المقابر الجماعية. وقال العبد الله إنه يدعو لحماية مواقعها ومنع الاقتراب منها.

وفي السياق ذاته، قال رئيس هيئة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، روبرت بوتيت: "إنه بعث برسالة إلى السلطات السورية الجديدة للتعبير عن استعداده للتواصل معها والسفر إلى سوريا للحصول على أدلة يمكن أن تدين كبار المسؤولين في نظام الأسد المخلوع، وفقًا لما نقلت عنه وكالة "رويترز" العالمية للأنباء.

وأوضح بوتيت، أن من الأولويات هو الذهاب إلى سوريا لتحديد مدى المشكلة ومعرفة كيف يمكن لهيئة التحقيق التابعة للأمم المتّحدة المساعدة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa