علاقة «التقدمي» والسلطة الجديدة في دمشق نحو التطوير

07:16AM

كتب عامر زين الدين في الأنباء الكويتية:


اهتم الوسط السياسي والإعلامي بنتائج زيارة الزعيم وليد جنبلاط والوفد الدرزي السياسي والروحي وعلى رأسه شيخ العقل للطائفة د.سامي أبي المنى بلقاء رئيس إدارة السلطة الانتقالية في سورية أحمد الشرع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير.

مرد الاهتمام إلى جملة أمور، منها ما ظهر على وسائل الاعلام في شكل مباشر من مواقف ووقائع، تولت «كوكبة» من الإعلاميين المحليين ومن لبنان والخارج نقلها، ومنها ما بطن وهو الأهم.

على ان دخول الزائر القديم-الجديد على السجادة الحمراء من باب قصر الشعب السوري إلى قاعة الاستقبال، مع توزع مهام كثيفة للمساعدين الجدد في محاولة لتنظيم البروتوكول داخليا، وعناصر الثورة في الباحة الخارجية، وامتدادا بسيارات مرافقة من المصنع، انما اعطت زخما للزيارة.

الشرع وجنبلاط منحا اللقاء بعدا استثنائيا. فالأول اختاره برمزيته في قصر الشعب لاستقبال أول زعيم لبناني في العهد الجديد، و«رفيق السلاح أيام الأجداد»، لكي يسدل أمامه الستارة على زي «الثورة»، ايذانا بمرحلة رجل الدولة بربطة عنق وبدلة سوداء انيقة فاجأت القريبين من الرجل قبل الضيوف.

فيما الثاني قدم له كتاب جده «أمير البيان» شكيب ارسلان، بعنوان: «تاريخ ابن خلدون»، وعنوانه الفرعي: «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر»، ومن مضامينه، «صعود الإمبراطوريات وانهيارها»، والإشارة إلى اهمية التوازن بين «القوة العسكرية» و«الإدارة الحكيمة».

تناول اللقاء بين الرجلين حقبة سلطان باشا الأطرش، (زعيم الثورة السورية ضد فرنسا). واستحضر الشرع قتال والد جده إلى جانب الزعيم الدرزي في «ثورة الزوية»، وأضاف: «اهالي السويداء أيضا قاتلوا ضد عائلة الأسد، معنا بعد 100 عام». وأتى ذلك في سياق الاشارة إلى علاقة بدأت في القرن الماضي، بين أجداد الشرع واجداد جنبلاط.

الود الذي غمر اللقاء وامتزاجه بين الرسمي والأخوي، دفع بالشيخ أبي المنى للاستعارة على كلمته شطرا من قصيدة للشاعر أحمد شوقي، أضاف عليه من شعره.

منسق الزيارة القيادي في الحزب «التقدمي الاشتراكي» خضر الغضبان، كشف لـ «الأنباء» ان موعد اللقاء مع الوفد تزامن مع موعدي الوفد السعودي الرفيع قبل اللقاء ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعده. «ومنذ البداية كان الاهتمام كبيرا من جانب الشرع، لما يمثله وليد جنبلاط من تاريخ وزعامة وطنية وعربية وارث للزعيم العربي الكبير كمال جنبلاط، الذي اغتاله نظام الأسد».

وأضاف: «العلاقة قديمة، وسبق ذلك التعاون مع الشرع في أكثر من ملف، أبرزه ملف دروز ادلب واحتضانهم من قبل الشيخ أبومحمد الجولاني كقائد «لهيئة تحرير الشام». اما نتائج الزيارة، فيكفي الرسائل التي أشار اليها الشرع، الامر الذي يؤسس لاستكمال العلاقة القديمة على أساس متين، ومن الاحترام المتبادل».

وأشار الغضبان إلى «اهمية التنسيق بين السلطة الجديدة وبقية المكونات السورية، خصوصا في ظل الضغوط الإسرائيلية». وكان الشرع واضحا بشأنها، بقوله: «سورية لن تشهد بعد الآن استبعادا لأي طائفة. عهد جديد بعيد عن الحالة الطائفية التي كانت سائدة».

وأكد الغضبان، ان «المذكرة التي قدمها جنبلاط إلى الشرع، تضمنت 13 نقطة، وتناولت كيفية بناء علاقات صحية وثابتة بين لبنان وسورية، قائمة على مبدأ مراجعة كل الاتفاقيات السابقة الموقعة بين البلدين، ووصولا إلى ضرورة الغاء المجلس الأعلى السوري اللبناني والاكتفاء بالسفارتين في دمشق وبيروت».

وختم: «قال الشرع ان النظام البائد قتل كمال جنبلاط ورفيق الحريري والجميل... ونحن نضيف، اننا سنلاحق بشار ونظامه امام المحاكم الدولية، بناء على المواثيق والقوانين الدولية، التي تجرم ممارساته وشتى انواع الفظاعات التي ارتكبها هو ونظامه ضد الشعبين اللبناني والسوري. وهي جرائم بحق الإنسانية بالتنسيق مع القيادة السورية الجديدة».


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa