عودة: كم من حرب بدأها طغاة ذهب بسببها آلاف الأبرياء؟

29/12/2024 02:31PM

إعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن “موقف هيرودس الرافض ليسوع هو موقف معظم مدعي الإيمان الذين يقتلون يسوع في داخلهم، أو ينتقمون من مؤمنين أبرياء، بأقوالهم وأفعالهم، بسوء تصرفهم وقلة أخلاقهم وتكبرهم، يحيكون المؤامرات سرا كما فعل هيرودوس، ويسيؤون إلى إخوتهم من أجل مآرب، أو المحافظة على مكاسب أو مصالح”.

وسأل عودة في عظة قداس الأحد: “كم من قرار نتخذه في لحظة غضب قد يودي بحياة كثيرين روحيا، ونفسيا، وفي أسوأ الأحيان جسديا؟! كم من حرب بدأها طغاة ذهب بسببها آلاف الأبرياء، وظلوا هم في الحكم يبطشون ويقررون ويخططون لإراقة دماء بريئة أخرى؟!”، مشيرا إلى أن “هؤلاء الطغاة، خوفا من المذنب الحقيقي، ينتقمون من الأبرياء، ينكلون بهم، ويرتكبون المجازر، ثم يتملقون المذنب الحقيقي، لأن الخطأة يعرفون شر الخطأة الذين يشبهونهم، ويعرفون قدراتهم على الرد بواسطة أسلحة الشر”.

ورأى أن “أطفال بيت لحم الشهداء، هم مدرسة لكل مؤمن، كما أن هيرودس هو درس لكل طاغية ومستبد. كثيرون يقعون ضحية المجد الباطل، لأنهم يميلون آذانهم إلى مديح البشر الساعين إلى مصالحهم الخاصة، فيؤلهون ذواتهم ويسمحون لأنفسهم بالتصرف كالآلهة، واضعين أنفسهم مكان الإله الأوحد، ديان الجميع”.

وأضاف: “كثيرا ما يقوم البشر بقتل إخوتهم البشر بشتى الطرق، إلا أن سيف الكلمة هو الأمضى بين كل الأسلحة لأن التجريح وتلفيق الإتهامات قتل معنوي مؤلم. هؤلاء ينسون أن المسيح هو الكلمة الذي تجسد ليبلسم الجراح، ويكفكف الدموع، ويشفي منكسري القلوب، وينصف المظلومين، ويؤدب الظالمين. ولد الكلمة على الأرض ليحل العدل والسلام والحق بين البشر. لهذا، لا يدعى مسيحيا من يستخدم الكلمة كسلاح فتاك، بل من يستعملها دواء شافيا”.

وختم غودة قائلا: “دعوتنا اليوم أن نتعلم البراءة من أطفال ماتوا شهداء، ضحية لقرار غاضب متسرع، وأن نتعظ من آخرة الطاغية هيرودس، ونتضع غير معتدين بأنفسنا، بل جاعلين الرب أمامنا في كل حين، وهو يرشدنا إلى كل عمل صالح”.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa