03/01/2025 10:04AM
قد يشهد عام 2025 تحولا غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر. قبل ثماني سنوات، بدأت ولاية ترامب الأولى بأزمات وصراعات داخلية، ومع بداية ولايته الثانية، يبدو أن الجدل سيستمر، لكن الفوضى قد تتراجع لصالح نظام أكثر استقرارا وولاء.
في الأفق، تبرز أولويتان رئيسيتان: عمليات الترحيل والرسوم الجمركية. فهل سيكون هذا التغيير في صالح أميركا أم سيزيد من الانقسامات؟
هذه الأولويات بحثها برنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف في حلقته الأسبوعية.
خيارات الرئيس المنتخب دونالد ترامب للمناصب العليا، قد يواجه بعضها المتاعب مثل تولسي غابارد والتي تم اختيارها لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية وهو منصب أمني بالغ الأهمية يتولى التنسيق بين الوكالات الاستخبارية المتعددة للقيام بوظائفها، تم استحداثه بعد الحادي عشر من ايلول، على ما يقول دانيال ليبمان وهو صحفي متخصص بتغطية الشؤون السياسية الأميركية في صحيفة "بوليتيكو".
ويوضح ليبمان أن غابارد تعرضت لانتقادات كثيرة من أعضاء الكونغرس ومن المؤسسة الأمنية الوطنية لترديدها نقاط حديث روسية عن نفوذ أميركا في العالم وسبب غزو روسيا لأوكرانيا، كم أنها التقت بشار الأسد، ديكتاتور سوريا المخلوع، فيما يفضل معظم أعضاء الكونغرس النأي بأنفسهم عن هذا النوع من الديكتاتوريين. أما في اجتماعات الكونغرس، فلم تثر إعجاب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ بمعرفتها بقضايا الاستخبارات والأمن، لذا فقد تواجه معركة صعبة.
وأشار إلى أن غابارد ديمقراطية سابقة لذا قد لا تحظى بتعاطف الكثير من الجمهوريين المتعصبين في حال فشلها.
ويرى ديفيد هوكينغز، المحرر الرئيسي في صحيفة "ذا أميركان ليدر" أن بيت هيغسيث يمكن أن يلقى ترحيبا ضعيفا خلال جلسات الاستماع، ورغم أنه كان في موقف ضعيف قبل بضعة أيام، إلا أن فريق ترامب أطلق العنان للدعم الشعبي له وأثار مخاوف بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المشككين.
أما بشأن ملف الهجرة والترحيل، قالت آنا غياريتيلي، وهي مراسلة شؤون الهجرة والأمن القومي في موقع "واشنطن إكزامينر" إنها أجرت مقابلة مع توم هومان، قيصر الحدود في إدارة ترامب المقبلة مؤخرا، وأخبرها أنهم يخططون للبد منذ اليوم الأول، أي منذ العشرين من كانون الثاني لعملات الترحيل الفعلي وليس التخطيط فقط.
وأضافت لها أن التنفيذ سيكون على المستوى الوطني وليس فقط في مدن الملاذ حيث يسكن حاليا أغلب الأشخاص من أصحاب السجلات الإجرامية بحسب تقديراتهم، إذ ينوون البدء بترحيل الأشخاص الذين لديهم تاريخ إجرامي، وهذا لا يعني بالضرورة المجرمين المدانين، بل الأشخاص الذين تم اعتقالهم وتوجيه التهم لهم لكن لم تصدر أحكام بإدانتهم بعد. إضافة إلى 1.4 مليون شخص الذين أصدر قاضي هجرة أوامر بترحيلهم لكن لم يتم إخراجهم من البلاد حتى الآن.
وقالت غياريتيلي إنه لو جمعنا أصحاب السجلات الجرمية مع 1.4 شخص، نحن نتحدث عن حوالي مليوني شخص، وهو رقم كبير لكنه لا يشكل سوى 15-20 في المئة من مجموع الأشخاص الذين يعتقد أنهم غير موثقين حاليا.
وزدات أن الولايات المتحدة فعليا من الناحية الإدارية غير مستعدة لعمليات الترحيل. فمن أجل اعتقال شخص واحد، شاركت مرة مع وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك وشاهدت أنهم يقضون أسابيع في تعقب ذلك الشخص في محاولة لمعرفة جدوله، ثم اصطحاب 6 أو 7 ضباط للقبض على الشخص في أسهل مكان ممكن، وهذا قد يتطلب ساعات.
لذا عندما نتحدث عن مليوني شخص، سيكون من الصعب زيادة العدد إلى 10 آلاف شخص، لكن مليونين هو رقم ضخم، لذا لست متأكدة من كيفية تحقيق ذلك. كما أنهم يبحثون عن وسائل لاحتجاز الناس، فإن كانوا سيعتقلونهم فعليهم وضعهم في أماكن احتجاز. لا تملك وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك السلطة لترحيل الناس ببساطة، فكل فرد سيتاح له المثول أمام قاضي هجرة سيقرر بعدها ما إذا كان يجب ترحيل هذا الشخص أم لا. وحينها تنفذ وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك القرار. إذن فنحن نتحدث عن عملية طويلة والكثير من الإجراءات والتعقيدات، التي لا أعتقد أن إدارة ترامب مستعدة لها. وستحتاج بالتأكيد إلى المزيد من التمويل من الكونغرس.
من جانبه يعتقد ليبمان أن المتشددين في مسألة الهجرة سيصابون بخيبة أمل ما لم يتمكن من إخراج كل مهاجر غير قانوني من البلاد، وهو امر غير واقعي. لذا فهم يقولون إنهم سيعطون الأولوية لأصحاب السجلات الإجرامية وليس لمجرد خرق القانون بالدخول إلى البلاد بصورة غير شرعية. لكن إذا أجرينا موجة ضخمة من الترحيلات فإن هذا سيضر حتما بالاقتصاد.
وأشار إلى أن هذا ما يقوله مستشارو ترامب الاقتصاديون له باستمرار وأخبروه منذ اليوم الأول من وجوده في الحياة العامة، إن الكثير من هؤلاء الأشخاص يمثلون العمود الفقري لأعمال تنسيق الحدائق وبناء المنازل في أميركا، لدينا نقص في المنازل في البلاد وهو أمر يثير مخاوف الجميع من كافة الأطياف السياسية.
وكذلك قطاع الضيافة وقطاع المطاعم حيث يعمل الكثير منهم في تنظيف الصحون، فإذا رغب الكثير من الأميركيين بالخروج لتناول الطعام أو الحصول على فواكه طازجة أو أفوكادو من كاليفورنيا، فقد ترتفع الأسعار لصعوبة الحصول عليها، ولأنهم سينفقون مبالغ أكبر لتشغيل الأميركيين القانونيين بحسب ليبمان.
ديفيد هوكينغز، المحرر الرئيسي لصحيفة "ذا أميركان ليدر" قال إن إدارة ترامب في الأشهر الستة الأولى من توليه منصبه سيبحثون كل شيء يتعلق بالسياسات العامة، وسيكون هناك تركيز عل كل شيء في كل مكان في آن واحد.
وأضاف أن ترامب يعتقد أن لديه تفويضا، لكنه يبدو كرئيس عائد على عجلة من أمره، وأظن أنه سيتصرف بسرعة في العديد من الأمور، كأجندته الاقتصادية والرسوم الجمركية ومحاولة حمل الكونغرس على تمرير مشروعي قانون للموازنة وليس واحداً، هما التسوية والإعفاء الضريبي، وسيأمل أن قيامه بكل هذه الأمور الجديدة بسرعة سيغطي على الجوانب الأقل نجاحا.
ويتفق هوكينغز بأن مسألة الترحيل الجماعي ليست عملية، فهي مجرد أوهام، لا يمكننا التخلص من 3 في المئة من سكان الولايات المتحدة إطلاقا، هذا لن يحدث أبدا.
وعلى صعيد متصل لا تتوقع غياريتيلي أن يفرض ترامب حظرا على دخول مواطنين من دول ذات أغلبية مسلمة كما حصل في إدارته الأولى.
وقالت "نتوقع حدوثه بطرق أخرى. ما نتوقعه هو إعادة الرئيس ترامب لبرنامج (ابقوا في المكسيك)، وهو برنامج أنشأه يفرض على طالبي اللجوء العيش في المكسيك ومواصلة السكن فيها، في الخيام والمعسكرات المقامة قرب الحدود، في انتظار دورهم للمثول أمام قاض أميركي، بدلا من إدخال هؤلاء الأشخاص للبلاد وانتظارهم موعد المحكمة لسنوات".
كما تتوقع غياريتيلي أن يقوم ترامب بإلغاء استخدام تطبيق الهاتف الذي يستخدمه المهاجرون في المكسيك لتحديد مواعيد مع ضباط الجمارك والمهاجرون في البلاد البعيدة لدخول البلاد والسماح لهم بالسفر بالطائرة. أي أننا سنشهد تضييقا على من سيدخلون الولايات المتحدة بالتأكيد، لكن ليس بالطريقة التي اتبعها قبل ثمان سنوات.
وقال ترامب في حملاته الانتخابية إنه يرغب في إنهاء الحرب خلال إدارته، وترى غياريتيلي أن الرئيس المنتخب يواجه ضغطا كبيرا من الجمهوريين حتى لا يدع أوكرانيا تتحول إلى نسخة أخرى من أفغانستان وهو ضغط متواصل.
ويرى ليبمان أن وعود ترامب في إنهاء الحرب مبكرا في أوكرانيا، قد تتحقق في وقت أبكر على الأرجح مما كان سيحدث مع كامالا هاريس التي كانت تعطي وعودا مطلقة دون الحديث عن التفاوض مع الرئيس الروسي. أما ترامب فهو يعتبر نفسه المفاوض الأكثر براعة في العالم وأنه يستطيع إبرام صفقة بين أوكرانيا وروسيا سريعا.
وزاد أن "هذا بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية بواشنطن فإن هذا يعني إجبار الأوكرانيين على التوسل من أجل السلام، وترك روسيا تعيد بناء جيشها على مدار السنوات القليلة القادمة لتعيد المحاولة بعد بضع سنوات".
كما أن ترامب بحسب ليبمان يواجه صفقة صعبة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، لأن بنيامين نتانياهو، الزعيم الإسرائيلي يريد إبقاء القوات الإسرائيلية في غزة ولا يريد أن تتولى قوة عربية تحديدا، أو السلطة الفلسطينية السيطرة على تلك المنطقة محل النزاع. لذا من المرجح أن نشهد تراجعا في حدة الحرب هناك لفترة. وسيكون من اللافت رؤية رد فعل الناخبين الأميركيين من أصول عربية تجاه ذلك، لأنهم وجهوا ضربة قوية لجو بايدن وهاريس من خلال تحولهم نحو ترامب بأعداد قليلة لأنهم كانوا غاضبين مما قدمه بايدن دعم لإسرائيل خلال العام الماضي.
وتعتقد غياريتيلي أن الزيارة الأولى لترامب قد تكون للرئيس الصيني شي جين بينغ. وبقدر ما قام ترامب بشيطنة الصين سواء بسبب فايروس كورونا أو غيرها من الأمور على مدى سنوات، إلا أنه مستعد لعقد الصفقات، والرئيس الصيني يدرك أن اللقاءات وجهاً لوجه هي الطريقة الأفضل لذلك.
أما ليبمان يرجح أن خيار زيارات ترامب الخارجية قد ينحصر بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
المصدر : الحرة
شارك هذا الخبر
حزب الله: لا فيتو على قائد الجيش والفيتو الوحيد على سمير جعجع
تشييع نصرالله سيكون في الضاحية الجنوبية لبيروت
الراعي: الرئيس يجب أن يحظى بثقة المواطنين والمجتمع الدولي
وفيق صفا: تشييع السيد نصرالله سيكون بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في الهدنة ومكانه في الضاحية الجنوبية لبيروت
وفيق صفا: ليس لدينا "فيتو" على قائد الجيش و"الفيتو" الوحيد بالنسبة لنا هو على سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد
وفيق صفا: حزب الله لم ولن يهزم وهو كما قال السيد حسن نصر الله خلق وعلى جبينه النصر وهو أقوى من الحديد وأقوى مما كان
حادث سير ووفاة شاب
بالفيديو: مظاهرات حاشدة في إسرائيل..قمع وإعتقالات
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa