بلدات الجنوب: بين التدمير الإسرائيلي والإصرار على العودة

04/01/2025 07:10AM

جاء في الانباء الكويتية: 

من الواضح، ومن خلال الحروب الإسرائيلية المتواصلة، منذ إعلان كيانها في العام 1948، ان مشكلة إسرائيل هي مع التاريخ، إذ تحاول أن ترسمه على هواها في محاولة لبسط النفوذ وإعطاء شرعية لأحقية وجودها. في جنوب لبنان تختزن كل بلدة وقرية تاريخا طويلا لحضارات وعصور متعددة. والشواهد عديدة ولاتزال قائمة، من صيدا إلى صور والنبطية وأرنون وقانا وشمع وغيرها، فالقلاع والمقامات دلالة على الحقبات المتعاقبة.في بلدة شمع الجنوبية العاملية، التي تقع في قضاء صور، وتبعد 4 كيلومترات عن الحدود الفلسطينية، وتعتبر منطقة استراتيجية مطلة على ساحل الناقورة وقسم من شمال فلسطين، وتحدها شمالا بلدة المنصوري ومجدل زون، ومن الشرق بلدتا طير حرفا الجبين وشيحين، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، تاريخ طويل من العدوان الإسرائيلي عليها، وهي التي استمدت تسميتها من مقام النبي شمعون الصفا، أحد تلاميذ السيد المسيح المدفون في أرض البلدة، التي تضم أهم قلعة صليبية بنيت منذ 800 عام، في الجنوب مع امتدادها الجغرافي. هذه البلدة التي امتدت إليها يد الإجرام والتدمير الإسرائيلية عبر التاريخ وتهدمت في الحرب الأخيرة بنسبة 75%، كما أكد رئيس بلديتها عبدالقادر صفي الدين، ولها قصة طويلة مع الاحتلال الصهيوني، وكشفت عن نواياه من خلال زيارة الباحث الإسرائيلي زيف ايرلتش باللباس العسكري إلى مقام وقلعة البلدة، للتفتيش عن أرض إسرائيل وتزوير الحقائق، فكان أن لقي حتفه في البلدة، حين أطفأ حماة الأرض آخر شمعة من حياته على أرض شمع، كما شكلت صدمة كبيرة للاحتلال حيث كشفت مخططاته.وأشار صفي الدين إلى أن شمع «تعرضت للدمار والخراب، بفعل كثافة وضخامة غارات الطيران الحربي الإسرائيلي». ولفت إلى ان «جنود الاحتلال، أكملوا على ما تبقى من منازل خلال دخولهم إلى البلدة أيام الحرب الأخيرة، بأعمال التفجير والنسف للمنازل الأخرى». وإذ أكد ان جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين انسحبوا منذ يومين من البلدة، خلفوا آثارا وأضرارا كبيرة في منازل البلدة ومرافقها. وقال: «نحن في انتظار أن يسمح لنا الجيش اللبناني من دخول البلدة بعد تنظيفها من رجس الاحتلال ومن القذائف والقنابل والألغام قبل دخول الأهالي، ولكن هناك 75% دمار كلي ونسبة الـ 25 الأخرى دمار جزئي، لاسيما ان جنود الاحتلال دخلوا تلك المنازل وأحرقوها بمواد حارقة، وهذا الأمر يتطلب كشفا هندسيا على وضع أساسات تلك المنازل، وعما اذا كان هناك من إمكانية لترميمها وتأهيلها وجعلها صالحة للسكن».وشدد على التمسك بالأرض، والإصرار على العودة. وقال: «لو سمحوا للأهالي الدخول البلدة، لكانوا أقاموا على ركام بيوتهم الخيم، فهذه عقلية أبناء الجنوب. ونحن في انتظار انتهاء فوج الهندسة من الجيش اللبناني من تنظيف البلدة من مخلفات الاحتلال العسكرية، ولا يمكننا ان ندخل إلا بقرار من الجيش اللبناني».من جهته، لفت أيضا رئيس بلدية البستان في قضاء صور عدنان الأحمد، إلى أن بلدته التي تضم 300 وحدة سكنية، عدا المؤسسات ومبنى البلدية والمدرسة والمركز الزراعي ومعصرة الزيتون، مدمرة بالكامل، «ولم يبق فيها حجر، حتى أنهم أحرقوا الأحراج وكروم الزيتون».وأضاف: «خلال فترة الحرب بقي 9 أشخاص من أهالي البلدة، لحين انسحاب الجيش اللبناني منها. وفي سبتمبر وقعت الحرب الكبرى، وكان هناك إنذارات فخلت البلدة من السكان. بعدها دخل العدو إلى البلدة ودمرها، بدءا بالغارات ثم التفجيرات والجرف، حيث فجروا المنازل والمسجد والمدرسة والمركز الزراعي والمعصرة والآبار الارتوازية ومبنى البلدية والحديقة العامة التي تحتوي أيضا على مبنى».وتابع: «لقد كان في نية العدو من خلال القصف بالدرجة الأولى إقامة منطقة عازلة على الحدود. ولكن عندما لم يتحقق له ذلك، كثف انتقامه ليجعل الناس تفكر ألف مرة بأن أي شيء يحدث تجاه الكيان الإسرائيلي هذا هو مصيره. إنه درس انتقامي».وقال: «الأهالي عازمون على العودة. حتى لو نصبوا الخيم في أرضهم، أو عاشوا في كوخ، ولن يتركوا بلدتهم مهما كانت الظروف صعبة عليهم».أشار رئيس البلدية إلى «ان هناك خشية من الخروقات، لأن الإسرائيليين لا يلتزمون بالقرارات الدولية والاتفاقات».وأردف: «تعتمد البلدة على زراعة الزيتون والتبغ والحبوب والحمضيات والأشجار المثمرة».وختم: «منذ العام 1948 وحتى اليوم نعاني من سلسلة اعتداءات ونسف البيوت وخطف الشباب. تعرضنا في 1977 إلى تهجير كلي، ودمرت البلدة ثلاث مرات وهذه السنة المرة الرابعة، حيث دمرت كليا. نواجه حرب إبادة، ولكن ان شاء الله سنعيد إعماره بلدتنا ونعود إليها».

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa