اثنين الاستشارات: منافسة بين ميقاتي وسلام ومخزومي تنتظر الحسم

07:04AM

عشية الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، تسارعت الاتصالات والمشاورات داخلياً ومع العواصم المهتمة بالاستحقاقات اللبنانية، لحسم الاسم الذي سيقع عليه الخيار لتولّي هذه المهمة الدستورية والتنفيذية، في ظل تجاذب حاد يدور بين مختلف الكتل السياسية والنيابية، وحتى ساعة متقدّمة بدا المشهد انّ التنافس سيدور اليوم بين الرئيس نجيب ميقاتي ومرشحي المعارضة النائب فؤاد مخزومي، والقاضي نواف سلام

ففي الوقت الذي رجح البعض إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بتأييد اكثرية تفوق الـ65 صوتاً، برز مرشح المعارضة النائب فؤاد مخزومي، فيما رشحت كتلة "التغييريين" النائب ابراهيم منيمنة، ولكن المفاجأة كانت بروز اسم رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام على حلبة السباق الحكومي، وانّه يجري اتصالات مع كتل ونواب، مسوّقاً ترشيحه لرئاسة الحكومة، الامر الذي طرح تساؤلات حول أبعاد هذا الترشيح المفاجئ وخلفياته، خصوصاً انّ الرجل كان طُرح لتولّي رئاسة الحكومة في اطار المبادرة الفرنسية الشهيرة التي طُرحت قبل سنتين حول الاستحقاق الرئاسي، وقامت على معادلة "سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة"، ولكنها طويت نتيجة لانعدام التوافق عليها داخلياً وخارجياً.

ولكن مع تقدّم ساعات ليل أمس، قيل انّ "القوات اللبنانية" لم تؤيد ترشيح سلام وتمسكت بمخزومي، فيما سرت إشاعات ليلاً عن تلقّي ميقاتي "تمنيات" من جهات خارجية بالعزوف عن الترشيح، ليتبين انّ مصدر هذه الاشاعات والاقاويل ليس جهات خارجية وإنما جهات سياسية داخلية تحاول استدراج ميقاتي إلى الدخول في بازار مسبق معها حول الحصص الوزارية لإدراكها انّه سيُعاد تكليفه اليوم تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي المقابل، نفت مصادر مطلعة على موقف مخزومي لـ"الجمهورية" ما اشيع عن انّ حلفاءه في المعارضة تمنوا عليه الانسحاب لمصلحة نواف سلام، وادرجت هذا الامر في اطار حملة مجهولة يتعرّض لها الرجل لسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة، وأكّدت انّ هذا الانسحاب غير مطروح، وانّ المعارضة التي رشحته واجتمعت في منزله ليل امس لم تطلب منه ان ينسحب كما يروّج المتحاملون عليه.

ميقاتي والقاعدة المتماسكة

إلى ذلك، رجحت مصادر سياسية قريبة من الثنائي الشيعي عبر "الجمهورية" ان يكون ميقاتي، وفق مؤشرات الأرقام الأولية، الأقرب إلى تكليفه في نهاية الاستشارات النيابية اليوم بتشكيل الحكومة الأولى للعهد الجديد.

واشارت المصادر إلى أنّ ميقاتي ينطلق في المنافسة على رئاسة الحكومة من قاعدة متماسكة تتكون من كتل وشخصيات نيابية عدة تستطيع ان تؤمّن الأكثرية اللازمة له، خصوصاً انّ معارضي إعادة تسميته كانوا حتى ليل امس غير موحّدين حول مرشح واحد، الأمر الذي من شأنه ان يؤدي إلى بعثرة أصواتهم اذا استمروا على هذا المنوال.

واشارت المصادر إلى أنّ من عناصر الأفضلية التي يملكها ميقاتي هو انّ علاقته بجوزاف عون ممتازة منذ أن تولّى قيادة الجيش، وهذا ما يسهّل تفاهمهما في المرحلة الجديدة. كذلك يملك ميقاتي رصيداً من العلاقات الدولية ما يعزز أوراقه، ولا سيما منها انّ إعادة النهوض مع انطلاقة العهد تتطلب تعاوناً مع المجتمع الدولي.

واستبعدت المصادر ان يكون هناك اعتراض سعودي على ميقاتي اذا توافرت له الأكثرية المطلوبة.

لا كلمة سرّ حاسمة

غير انّ مصادر سياسية أولت عبر "الجمهورية" أهمية خاصة لتأجيل كتلة "اللقاء الديموقراطي" تسمية مرشحها لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة قبل الاستشارات الملزمة، بعدما كان "اللقاء" أول الذين سمّوا جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.

وردّت المصادر ذلك إلى عدم وجود "كلمة سرّ" خارجية حاسمة بتسمية رئيس الحكومة، فيما كانت "كلمة السرّ" واضحة في تسمية رئيس الجمهورية. وهذا التريث أظهره العديد من الكتل النيابية أمس، وتمت ترجمته بعدم اتضاح خريطة المعركة وحجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها كل مرشح، قبل ساعات قليلة من موعد بدء الاستشارات.

وفي تقدير المصادر، أنّ أولوية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ليست اسم المرشح، بل مدى انسجامه مع رئيس الجمهورية الجديد واستعداده لتنفيذ البرنامج الوارد في خطاب القسم الرئاسي، سواء كان ميقاتي أو أحد وجوه المعارضة. ويبدو أنّ هذا الأمر يدركه أقطاب المعارضة أنفسهم، ولذلك هم أبقوا الباب مفتوحاً منذ اللحظة الاولى على كل الاحتمالات، ولم يطلقوا أي موقف صدامي تجاه ميقاتي.

وكان اللافت ما بثته قناة "إل بي سي أي" مساء امس، من انّه بعد يومين من توجّهه الى الرياض يعود السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت قبل ساعات من بدء الاستشارات النيابية الملزمة اليوم. وقالت انّه "لن يحمل معه كلمة السرّ التي ينتظرها عدد غير قليل من النواب. وانّ المملكة اولاً ومعها دول اللجنة الخماسية، تريد رئيساً للحكومة تنطبق عليه مواصفات رئيس الجمهورية، ولعلّ ابرزها الثبات على المواقف وعلى تطبيق خطاب القسَم الرئاسي". ونقلت عن مصادر ديبلوماسية عربية "انّ اللجنة الخماسية لا تتبنّى اي مرشح لرئاسة الحكومة ولا تضع "فيتو" على اي أحد، مع تأكيدها على المواصفات والمعايير". واشارت إلى انّه بالاعتماد على هذه المعادلة ومن دون كلمة سرّ سيتخذ النواب المترددون موقفهم، وستُختتم الاستشارات الملزمة عصر غد (اليوم) ليبدأ مشوار تركيب الحكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على ان يُختار الوزراء على قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب".

منيمنة ينسحب

وليلاً أعلن النائب ابراهيم منيمنة عبر منصة "إكس" سحب ترشيحه لمصلحة سلام. وقال: "التزاماً ببيان ترشحي لرئاسة الحكومة، والذي اكّدت فيه على الانفتاح على أي طرح يحقق المصلحة العليا لبلدنا وتطلعات شعبنا ويتماهى مع عناويننا السياسية والاصلاحية وخطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، وبعد أن أفضت الاتصالات مع عدد من الكتل والنواب إلى التوافق على اسم القاضي نواف سلام بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، وبما يتحلّى به من مناقبية وسيرة مهنية، أُعلن سحب ترشحي لمصلحة القاضي سلام، داعياً الزملاء النواب إلى اوسع تأييد لهذا الترشيح بما يشكّله من فرصة حقيقية لاستعادة دولتنا وإطلاق ورشة الإنقاذ".

...ومخزومي مستمر

وكانت المعارضة عقدت ليلاً اجتماعاً في دارة مخزومي، وافيد أنّ البحث جار في خيار انسحاب مخزومي لمصلحة سلام، الامر الذي نفته المصادر القريبة من مخزومي.

ولكن قبيل الاجتماع، كان للنائب نعمت افرام تصريح متلفز دعا فيه المعارضة الى تسمية سلام رئيساً للحكومة. وقال: "نوّاف سلام هو فرصة لإعادة خلط الأوراق نحو الزمن الجديد. وننتظر من مرشّحي المعارضة الإنسحاب من أجل الإتّفاق على اسمه".

وفي غضون ذلك بثت قناة LBCI أمس أنّ “نواف سلام أبلغ الى عدد من النواب مساء أمس (السبت) انّه مستعد لتولّي رئاسة الحكومة اذا استطاعت الكتل النيابية تأمين تسميته”.وفي المقابل، أكّد عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير "انّ الخيار الأول لدى التكتل هو ميقاتي. ولكن إن كان هناك توجّه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الإعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي".

ومن جهتها كتلة "اللقاء الديموقراطي" اجتمعت في حضور الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، وقرّرت "إجراء مزيد من المشاورات وترك مسألة اعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط غداً (اليوم) بعد الإستشارات النيابية في بعبدا".

وأعلن تكتل "التوافق الوطني" الذي يضمّ النواب فيصل كرامي، حسن مراد، طه ناجي، محمد يحي وعدنان طرابلسي أنّه "يتّجه لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية يوم غد الاثنين".

وبدوره "التكتل الوطني المستقل" قال بعد اجتماع له أمس: "سنسمّي غداً (اليوم) مرشحنا لرئاسة الحكومة. فنحن نقوم بمشاوراتنا مع دوائر القصر الجمهوري، لأننا نريد أن نسمّي مرشحاً لا يعرقل مسيرة العهد الجديد". واضاف: "الذي حصل ما قبل 9 كانون الثاني ليس كما بعده بشأن ما حصل في لبنان والمنطقة. ونحن سنكون إلى جانب رئيس الجمهورية بموضوع حصر السلاح وإعادة الإعمار والإنفتاح مع الدول العربية. ونحن درسنا جيداً خطاب القسم وطبعاً سنكون الى جانبه في المرحلة المقبلة".

cookie.gif

cookie.gif

admxr.php.png

pixel.onaudience.com.gif

pixel.onaudience.com.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.onaudience.com.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.gif

server_match.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.gif

pixel.gif


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa