معركة التحدي:مواجهة محتملة بين الثنائي الشيعي والحكومة

07:21AM

جاء في نداء الوطن:

بات شبه مؤكَّد أن ثنائي "أمل - حزب الله" لا يريد تسهيل انطلاقة العهد، وتالياً لا يريد ولادة سلسة للحكومة، في الأساس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يكن يريد العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وكل مَن فاتحه بالموضوع كان يلقى منه الرفض المطلق، لأنه كانت لديه مروحة من الأسماء، بدءاً من رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، وصولاً إلى العميد المتقاعد جورج خوري وما بينهما، حتى عشية جلسة الانتخابات في التاسع من كانون الثاني الحالي، سرَّب خبراً إلى الإعلام أنه يمكن أن يرجئ الجلسة أياماً، إلى حين التوافق.

انتُخِب العماد جوزاف عون خارج مشيئة الرئيس بري و"حزب الله"، فنقل معركته إلى رئاسة الحكومة، تبنَّى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، إلى درجة أنه خاض له معركته مع كتلة اللقاء الديمقراطي، ومع كتل ونواب منفردين، كما في رئيس الجمهورية، خسر الرئيس بري معركة تسمية حليفه نجيب ميقاتي. هزيمتان في بضعة أيام، بينهما عطلة نهاية الأسبوع، عبء كبير على "الأخ الأكبر" الذي لم يعتد الهزائم منذ أن أصبح رئيساً لمجلس النواب في خريف العام 1992. عند هذا الحد، بات الرئيس بري، في وضعٍ لا يُحسَد عليه على الإطلاق: فهو إنْ تجاوب مع الطروحات الحالية، يفقد وهجه كممانِع، وإنْ لم يتجاوب، فإن الخيارات أمامه هي على قاعدة أنه "راغب ولكنه غير قادر". تمر في ذهنه سريعاً "انتفاضة 6 شباط" عام 1984، ثم انقلاب 7 أيار عام 2008، لكنه يعرف أن 6 شباط ثانية غير مضمونة النتائج، ولا إمكان لاحتلال بيروت كما حصل عام 2008، ماذا قد يفعل في هذه الحال؟ وما هي السيناريوات المحتملة؟

لا رئيس الجمهورية قادر على التراجع عن التكليف. ولا الرئيس المكلَّف قادر على التراجع عن التأليف؟ فهل يلعب الرئيس بري سياسة حافة الهاوية ويرفض المشاركة في الحكومة، كما "حزب الله"؟

في حال الرفض، ليس أمام الرئيس المكلَّف سوى تقديم التشكيلة إلى رئيس الجمهورية، آخذاً بالاعتبار شرط اللاإقصاء، لئلا يعطي ذريعة الرفض للرئيس بري ولـ"حزب الله". فماذا لو طلب "الثنائي" الرئيس بري و"حزب الله"، من الوزراء الشيعة عدم الالتحاق بالحكومة؟ هل تُقلِع؟ وفي حال العكس، هل يتحمَّل العهد انتكاسة في بدايته؟

أسئلة كبيرة وتحديات أكبر، لكن ما بات شبه مؤكد أن الرئيس بري و"حزب الله" نجحا في تمرير موجة إحباط لدى اللبنانيين من خلال الإيحاء بأن كل خطوة على طريق التعافي، أمامها لغم.

والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه: كيف سيواجه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلَّف هذا المنسوب، من الابتزاز، والذي بدأ يرتفع؟

كل المؤشرات تدل على أن ثنائي "حزب الله - أمل" يريد "من أول الطريق" أن يُبلغ الجميع أن الأمور "ما بتمشي" هيك، وللتذكير فإن الرئيس نبيه بري كان درَج في تشكيل الحكومات سابقاً على أن يُبلِغ الجميع أنه آخر مَن يعطي أسماء الوزراء الشيعة، بعد أن تكون التشكيلة قد اكتملت، لكن على ما يبدو، فإن الأمور في هذا العهد لا تسير على هذا المنوال، من هنا يأتي امتعاض رئيس المجلس، لكن ما الخطة التي سيعتمدها بعدما اكتشف أن سلوك القوة لا يجدي نفعاً، وقد يكون فخاً محفوفاً بالمخاطر ويجانب سلوكه.

وكان الرئيس المكلف نواف سلام باشر استشاراته النيابية غير الملزمة على أن يستكملها اليوم، ليبدأ عملية الجوجلة في لقائه مع رئيس الجمهورية، وعندها تبدأ عملية المشاورات الفعلية، وكل المعلومات تتحدث عن أن اللقاء بين الرئيس المكلف والرئيس بري سيتم غداً الجمعة.



المصدر : نداء الوطن

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa