"الندى والبستان"

27/01/2025 11:40AM

كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، "الندى والبستان".

في خضمّ الأوضاع المُقلِقَة في جنوب لبنان وما يتبعها مِن خطاب تصعيدي "لحزب الله" تحت شعار "المقاومة"،

وفي خضمّ العراقيل المُفتَعَلَة مِن "الثنائي الشيعي" في ملفّ تشكيل الحكومة،

لم تَجِد وزيرة الطاقة السابقة النائبة ندى البستاني من قضيّة جوهريّة لملاحقتها سوى أن "تَلحَق القوات عَلى الحَرف"، فيما الجميع، الخصوم قبل الحلفاء، يَشهَد على مهنيّة ونظافة كفّ نوّاب ووزراء "القوات اللبنانيّة" في ممارسة مهامهم الوطنيّة والتشريعيّة والتنفيذيّة.

فقد كتبت النائبة البستاني على منصة X  مُتَهَكِّمةً على القوات:

 "نحنا بدنا ونحنا فينا، نكذب على الناس".

 لست بمعرض الدفاع عن "القوات" فهي تَعرِف كيف تُدافِع عن نفسها، ولكن بموضوع "الكَذِب على الناس" فهذا كلام فيه كثير من الإستفزاز خاصّةً أنّه صادرٌ عن حاملي شعار "ما خلّونا نحقّق أي شيء"، وهو شعارٌ اختُرِعَ كتغطيةٍ للفشلِ والعجزِ والكَذِب.

 فبماذا قد تردّ الوزيرة  البستاني إذا ما سألها سائِلٌ عن رأيها بما آلت إليه "وزارة الطاقة" في لبنان بعد حوالي عشرين سنة من سيطرة "التيّار الحرّ" عليها؟

وبماذا قد تُجيب النائبة البستاني على فضائح سدّ المسيلحة وسدّ "بواليع" تنورين وسدّ جنّة وسدّ بقعتوته؟

وبماذا قد تُجيب وزيرة الطاقة السابقة لو سألناها عن مصير مَلَفّ الفيول المغشوش وعن مستودعات النفط المطابق وغير المطابق، وعن مشروع استيراد الدولة للنفط، وهي ملفّات أثيرت كلّها في عهدها؟ وبماذا قد تُجيب عن البواخر التركيّة التي قيل أن العمولات قُبِضَت عليها حتى قبل بناء السفن؟

وبماذا قد تُجيب حضرة النائبة عن العَرض الذي قدّمته المستشارة الألمانية ميركل وشركة "سيمنس" لإنشاء معامل حديثة لإنتاج حاجة لبنان مِن الكهرباء مع تقسيط على مدى ثلاثين سنة او على طريقة ال BOT؟

وبماذا قد تُجيب حضرة النائبة عن مصير الهبة الكويتيّة الضخمة لإنشاء معامل وشبكة إمدادات لتغذية كلّ لبنان بالكهرباء على أن ينفّذها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصاديّة، مِمّا سبّب رفض العرض من رئيس "تيّار" حضرة النائبة الذي أراد أن يكون التنفيذ عن طريق "وزارة الطاقة" أي عن طريقه؟

وماذا عن عقار سلعاتا-  البترون الذي بِيعَ لمؤسسة الكهرباء بعشرة أضعاف ثمنه الحقيقي؟

وماذا عن معارضة "هيئة إدارة المناقصات" لطريقة إجراء المناقصات في وزارة الطاقة؟ 

وماذا عن اكتشافات النفط في "بلوك البترون" وانبعاث رائحة الغاز منه كما استنشقت إحدى إعلاميات العهد السابق المتمتّعة بحاسة شمّ استثنائيّة حيث قَادَ سفينة الحَفر مؤسّس "التيّار" الرئيس ميشال عون بمساعدة "وريثِه"؟

وماذا أخيراً وليس آخراً، عن اللوحة الإعلانيّة الكبيرة التي رُفِعَت على أوتوستراد البترون حيث كُتِبَ عليها:

"لبنان بلد نفطي،

شكراً جبران باسيل"؟

بالعودة الى الأساس،

لماذا ترفضون اليوم وبعد عقدين من السيطرة عليها، لماذا ترفضون يا حضرة النائبة الكسروانيّة ووزيرة الطاقة السابقة أن تستمرّوا في وزارة الطاقة والموارد المائيّة والكهربائيّة؟

طبعاً ترفضون "الطاقة" لأنّها شاخت معكم وأصبحت بلا طاقة، ولأنّ كهرباءها أضحت معكم عظاماً ورميما، 

ولأنّ سدودَها مُجتَمِعَةً، لم تَجمَع قطرة ندى كَي تروي البستان.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa