07:06AM
كتبت مريم سيف الدين في "نداء الوطن":
ليس مستغرباً إذا رفضت حركة "أمل" و"حزب اللّه" اعتماد مراكز اقتراع كبرى، أو الميغاسنتر. لكن المستغرب، هو طرح هذا البند الإصلاحي، كحلّ مخصّص فقط لأهالي القرى الحدودية الجنوبية المهجرين منها. فالميغاسنتر يشكّل خطوة إصلاحية تسمح بتحسين التمثيل الانتخابي، وتقليص نفوذ الأحزاب والشخصيات المسيطرة في مختلف المناطق، وتحديداً المناطق التي يفرض "الثنائي" سلطته عليها.
اليوم، يخشى "الثنائي" وتحديداً "حزب اللّه" الميغاسنتر أكثر من ذي قبل، خصوصاً مع تراجع نفوذه والخشية التي بدأ يبديها من فقدان هيمنته على الأجهزة الأمنية في التعيينات المنتظرة، وهما مسألتان مترابطتان: إذ إن السيطرة على الأجهزة، تفرض بدورها سيطرة على الناخبين.
أما أسباب خشية "الثنائي" من أن ينتخب مئات الآلاف في أماكن بعيدة من القرى التي يطبقون سيطرتهم عليها، فيوضحها تاريخ من الممارسات شهدتها الانتخابات البلدية والنيابية، على مرّ السّنوات. ففي القرى، عادة ما يخضع المواطنون لضغوط كبيرة، خصوصاً مع التحديات التي تواجهها اللوائح المنافسة. وتتمثل هذه التحديات في عدم قدرة هذه اللوائح على عقد لقاءات للتواصل المباشر مع الناخبين، أو حتى عقد مؤتمر للإعلان عن ولادتها. كما أنها تعجز عن تأمين عدد كافٍ من المندوبين للحرص على مراقبة آلية الانتخاب والفرز، وذلك بفعل التهديد وتفاوت القدرات المالية. ففي الانتخابات السابقة مثلاً، وبعد الاعتداء على أعضاء من لائحة "معاً للتغيير" في صور الزهراني، انسحب مندوبون بسبب التهديدات وخشية من الاعتداء عليهم. كما وثّقت الكاميرات التلفزيونية تدخل المندوبين مباشرة في عملية الاقتراع، بل ودخولهم إلى وراء العازل والقيام بعملية التصويت بدلاً عن الناخب المعني. وقد حصل ذلك في أقلام وصلت إليها كاميرات وسائل الإعلام، ما يعني أن ما خفي هو أعظم. أما في القرى حيث لا إعلام ولا مندوبين، فإن أقلام الاقتراع ساقطة كلياً في يد "الثنائي". وعادة ما يفرض هذان الحزبان سلطتهما ورقابتهما في أماكن تسجيل النفوس على الناخبين عبر الرواط العائلية التي تنتمي إليهما.
في حديث إلى "نداء الوطن"، تكشف سيدة من إحدى بلدات قضاء النبطية أن والديها منعاها من الذهاب إلى مركز الاقتراع والانتخاب بعدما قرّرت عدم للتصويت للائحة "حزب اللّه". أضافت: "قالا لي: إما تنتخبين الثنائي الشيعي كي لا ننفضح في الضيعة، وإما تبقين في المنزل".
ويخشى العديد من معارضي "الثنائي" التوجّه إلى قراهم للاقتراع بسبب التهديدات بالضرب والقتل. فمثلاً لو كنت في لبنان في العام 2022 (الانتخابات النيابية الأخيرة)، ورغم جرأتي في إطلاق المواقف، ما كنت لأقوم بخطوة انتحارية تتمثل بالتوجّه إلى قريتي النائية للانتخاب بينما أتعرض لتهديدات بالقتل من عناصر "حزب الله"، ومن بينهم أفراد من عائلتي، مدعومون من قيادات بارزة في "الحزب". وقد قتل بعضهم خلال الحرب.
في العام 2016 شهدت على أجواء الانتخابات البلدية التي جرت وفق القانون الأكثري في بلدة ميس الجبل الحدودية، والتي ينتظر أهلها اليوم العودة إليها. وكان في البلدة مواطنون يخفون اللائحة المنافسة "للثنائي" في جيوبهم قبل التوجه إلى مراكز الاقتراع في حال رغبوا في التصويت لها. مع أنها لم تكن لائحة على النقيض من "حزب اللّه"، وإنما تضمّ تحالفاً بين الحزب الشيوعي وجهات مدنية أخرى تعتبر مقرّبة من "الحزب". يومها، قال لي مواطنون إن الناخبين يخشون من أن يراهم مندوبو "الثنائي" وهم يأخذون لائحة منافسة خشية العواقب، خصوصاً إذا كان أحد أفراد أسرتهم في سلك أمني أو في وظيفة رسمية خشية الانتقام منه. حصل ذلك على وقع تهديد المندوبين أنفسهم، وعلى مسمعي، بحرمان المرشحين المنافسين وذويهم من الخدمات.
هذا بالمختصر، أما بالشرح والتفصيل فيطول الحديث عن آليات العمل للهيمنة على قرار الناخبين. لكن الخلاصة، أن الميغاسنتر قادر على الحدّ من نفوذ الأحزاب وقدرتها على التأثير في الناخبين والاستفراد بهم وتخفيف الضغط الممارس عليهم. وهو سيشجع على الانتخاب ويرفع نسب المشاركة لتصبح أكثر تمثيلاً.
بالطبع ليس الميغاسنتر حلاً سحرياً، ولن يكفي وحده في تأمين انتخابات عادلة وشفافة. لكن الأكيد أنه سيساهم في تحسين التمثيل والتخفيف من حدة القمع الذي يمارسه "الثنائي".
المصدر : نداء الوطن
شارك هذا الخبر
زيلينسكي: أوكرانيا تسعى للسلام
العدالة لمارادونا: بدء محاكمة أطباء الأسطورة الأرجنتينية
بالفيديو: سعد رمضان يؤدي مناسك العمرة
الدوحة تشهد على جولة جديدة من المفاوضات بين حماس وإسرائيل
شاهر الشاهر يتحدث عن المصالح المشتركة بين إسرائيل وإيران في سوريا!
أوكرانيا توافق على هدنة لـ30 يومًا.. والكرة في ملعب روسيا
حميميم تستقبل نازحين من الساحل السوري وإجلاء للمرضى
جريمة تهز المغرب: العثور على جثة طفلة في حاوية قمامة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa