"المسحراتي"... ماذا نعرف عن مهنة الـ30 يومًا؟

02:11PM

"المسحراتي".. واحد من أبرز معالم شهر رمضان الكريم. والمسحراتي هو ذلك الرجل الذي يجوب الشوارع قبل الفجر، يقرع طبلته أو يعزف على مزمار، وينشد الأناشيد الدينية وينادي ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور استعدادًا للصيام باليوم التالي.

المسحراتي هي مهنة الـ30 يوما فهو رمز من رموز رمضان، يضفي بهجة على لياليه، وعلى الرغم من عدم وجود مصادر تاريخية موثقة تحدد بداية ظهور المسحراتي بدقة، تشير الروايات الشعبية إلى أن جذور هذه المهنة تعود إلى العصر النبوي، فقد ورد أن الصحابيين بلال بن رباح وعبدالله بن أم مكتوم كانا يُؤذنان للسحور، حيث كان بلال يؤذن أولًا ليبدأ الناس بتناول السحور، ثم يؤذن ابن أم مكتوم مع اقتراب الفجر للإمساك.

لكن الشكل التقليدي للمسحراتي كما نعرفه اليوم تطور خلال العصر العباسي والفاطمي، عندما بدأ الحكام في تعيين أشخاص محددين لإيقاظ الناس قبل الفجر.

"يا نايم وحد الدايم"

ومع مرور الزمن، انتشرت المهنة في مختلف البلدان العربية، وتكيفت مع العادات المحلية. ففي مصر، كانت تختلف العبارات التي كانوا ينادون بها المسحراتية وأشهرها "يا نايم وحد الله يا نايم اذكر الله السحور يا عباد الله اصحى يا نايم وحد الدايم، قول نويت بكره إن حييت الشهر صايم، وفي الفجر قايم رمضان كريم"، بينما في الشام كان يُعرف بـ"المُوقِظ"، وفي المغرب كان يُطلق عليه "الطبّال".

وظهرت مهنة المسحراتي في مصر خلال عهد الفاطميين، وكما يقول الباحث الأثري أحمد عامر لـ"العربية.نت" في حديث سابق، فقد ظهرت أيام السلطان الحاكم بأمر الله، حيث كان يأمر بأن ينام المواطنون عقب صلاة التراويح مباشرة، وكان جنوده يمرون على كافة المنازل يطرقون الأبواب قبل أذان الفجر، ليوقظوا النائمين للسحور، وخلال مرورهم كانوا يستخدمون الطبلة والدف لإيقاظ النائمين مرة واحدة بدلاً من طرق الأبواب وإيقاظ كل أسرة على حدة.

أول مسحراتي

ويعتبر الوالي عتبة بن إسحاق هو أول من قام بمهنة المسحراتي عام 832 هجرية، حيث كان يسير على قدميه من مدينة الفسطاط حتى مسجد عمرو بن العاص، وكان ينادي ويقول: "يا عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة"، ومنذ ذلك الحين أصبحت المهنة تلقى قبولًا عند عامة الناس لكون الوالي أول من عمل بها.

ويضيف عامر أنه في عصر المماليك ظهر "ابن نقطة" وهو شيخ طائفة المسحراتية، وكان المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد، وطور المسحراتية مهنتهم فقد مارسوا الطرق على الطبلة بالعصا، وكانت الطبلة تسمى "بازة " وكانوا يطرقون عليها دقات منتظمة قوية ومدوية كافية لإيقاظ شارع بأكمله. ثم تطورت المهنة وظهر المسحراتي وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص يمتع السامعين، ويحبب المواطنين في الاستيقاظ لسماعه وتناول السحور.


المصدر : العربية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa