الجامعة الأميركية للتكنولوجيا ونادي العلوم ينظمان مؤتمرًا حول تأثير التغير المناخي

24/03/2025 08:08AM

بمناسبة اليوم العالمي للمياه، نظّمت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا (AUT) بالتعاون مع نادي العلوم، مؤتمرها السنوي تحت عنوان "التغير المناخي وتأثيره على الزراعة والسياحة والبيئة"، وذلك في قاعة عصام فارس داخل حرم الجامعة في حالات.

شهد المؤتمر مشاركة نخبة من الخبراء، من بينهم المهندس فادي كرم، المهندس جان اسطفان، عماد فرحات، والدكتور جورج رموز، إلى جانب حضور شخصيات رسمية وأكاديمية بارزة، مثل رئيس بلدية حالات توفيق الراعي، وعدد من رؤساء بلديات قضاءي كسروان الفتوح وجبيل، المؤسسة والرئيسة الفخرية للجامعة الدكتورة غادة حنين، رئيس الجامعة الدكتور شفيق مقبل، بالإضافة إلى ممثلين عن جهات مختلفة، مثل شربل ضو عن منسقية جبيل في حزب "القوات اللبنانية"، غابي جبرايل عن "ليونز جبيل"، ومرسال كلاسي عن "ليونز الكسليك مارين"، إلى جانب عمداء، أكاديميين، ونشطاء بيئيين.

حنين: التغير المناخي وتأثيره على الموارد المائية

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثم رحّب نائب رئيس العلاقات الخارجية في الجامعة الدكتور مرسال حنين بالحضور، مشددًا على أهمية القضية المطروحة، نظرًا لتأثير التغير المناخي على الموارد المائية، وما يترتب على ذلك من تداعيات على البيئة، السياحة، الزراعة، وصحة الإنسان.

أبي حبيب: المياه أساس الحياة وعلينا حمايتها

من جهتها، أكدت الاختصاصية في التمريض الصحي ليلى أبي حبيب أن "المياه العذبة هي أساس الحياة، ومع تسارع التغيرات المناخية أصبح الحفاظ عليها أولوية لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة". كما أشارت إلى التزام الجامعة الأميركية للتكنولوجيا بدعم أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة، لا سيما الهدف السادس: تأمين المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030، موضحة أن الجامعة أطلقت مبادرات عديدة، منها حملات التوعية والمشاريع البيئية، تحت شعار "AUT CARES"، تأكيدًا على أهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها.

وأوضحت أبي حبيب أن نادي العلوم يعد منصة علمية رائدة تهدف إلى نشر الوعي البيئي والصحي من خلال البحث العلمي والتحليل، بما يعزز التفكير النقدي ويساهم في بناء مجتمع أكثر استدامة.

كرم: لبنان دخل مرحلة العطش بسبب سوء الإدارة

تناول المهندس فادي كرم أهمية المياه في لبنان، مشيرًا إلى أن البلد لم يعرف يومًا إدارة فعالة لهذا المورد الحيوي. كما أوضح أن قطاع المياه مرتبط بشكل وثيق بالزراعة، السياحة، البيئة، والصناعة، لافتًا إلى أن الزيادة السكانية تزيد من خطورة الأزمة المائية، حيث أثبتت الدراسات أن ندرة المياه هي من أكبر التهديدات للحياة المجتمعية.

وأضاف أن التغيرات المناخية تؤدي إلى تقلبات حادة في درجات الحرارة، ما يجعل هذا العام أكثر جفافًا، مما يستدعي دق ناقوس الخطر، خاصة للمزارعين. كما أشار إلى أن لبنان يهدر كميات كبيرة من الأمطار بسبب غياب التخطيط السليم، مما يضعه في مسار أزمة مائية متفاقمة.

اسطفان: تراجع تساقط الأمطار يهدد القطاع الزراعي

أوضح المهندس جان اسطفان أن المناخ الحالي يختلف عن التغيرات السابقة، مشيرًا إلى أن لبنان يشهد تفاوتًا كبيرًا في معدلات تساقط الأمطار بين منطقة وأخرى. كما أكد أن فترات الجفاف ازدادت أسبوعين سنويًا حتى عام 2020، مما ينذر بتداعيات خطيرة على القطاع الزراعي.

وأضاف: "يجب إعادة النظر في القوانين الزراعية، ودراسة تأثير المناخ على النظم البيئية المختلفة، إلى جانب تحديد المحاصيل الأكثر تأثرًا بالجفاف وارتفاع الحرارة". كما شدد على ضرورة الحد من الانبعاثات الحرارية للحفاظ على الموارد المائية، داعيًا البلديات إلى القيام بدورها في إدارة الموارد البيئية والزراعية بشكل فعال.

فرحات: السياحة في خطر بسبب شح المياه والحرائق

أشار عماد فرحات إلى أن السياحة تشكل جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الوطني، لكن التغيرات المناخية، مثل تراجع تساقط الثلوج، تؤثر سلبًا على الموسم السياحي، خاصة في المناطق الجبلية. كما لفت إلى أن شح المياه وازدياد الحرائق يهددان المؤسسات السياحية في تلك المناطق.

وأضاف أن لبنان لا يعاني فقط من العوامل الطبيعية، بل من سوء الإدارة البيئية، حيث يتم طمر النفايات في البحر، ما يؤدي إلى كوارث بيئية متفاقمة. كما شدد على أن الحلول تكمن في الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة الري المتطورة، إلى جانب اعتماد سياسات بيئية مستدامة، لا سيما في قطاع السياحة.

رموز: التغير المناخي وتأثيره على الصحة

أما الدكتور جورج رموز، فتناول تأثير التغير المناخي على صحة الإنسان، مشيرًا إلى أن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وانتشار الحشرات يؤديان إلى زيادة الأمراض المزمنة. كما أوضح أن التغذية غير السليمة، مثل الإكثار من النشويات وقلة شرب المياه، تؤثر على مناعة الجسم، مما يزيد من حالات الحساسية والأمراض الجلدية.

وأضاف أن التغير المناخي لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل ينعكس على الصحة النفسية، حيث أظهرت الدراسات أن حالات القلق والانهيار العصبي ترتفع في المناطق الريفية التي تشهد درجات حرارة مرتفعة. كما أشار إلى أن نقص المياه وسوء التغذية قد يؤديان إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع، حيث باتت بعض المشكلات الصحية تظهر في سن مبكرة مقارنة بالماضي.

ختام المؤتمر

اختُتم المؤتمر بالتأكيد على ضرورة اعتماد سياسات بيئية مستدامة، وتعزيز الوعي المجتمعي حول تأثير التغير المناخي، مع دعوة الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على الموارد المائية في لبنان وضمان استدامتها للأجيال القادمة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa