بين قوّة لبنان وضعفه

24/03/2025 10:29AM

كتب الدكتور شربل عازار بعنوان،  "بين قوّة لبنان وضعفه"

"قوّة لبنان في ضعفه" هي عبارة نُسِبَت الى مؤسّس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل الجدّ دون ذكر مناسبتها أو ظروفها. 

ما جعلني استذكر هذه العبارة هو تكرار قيادات "حزب الله" وبعض وزراء الحكومة الحاليّة أنّ "سلاح المقاومة" هو عنصر من عناصر قوة لبنان ويجب المحافظة عليه.

 وقد وَصَل الأمر بالشيخ أحمد قبلان الى الردّ على رئيس الحكومة الدكتور نوّاف سلام شخصيّاً قائلاّ  له:

"انت رئيس حكومة بلد حَرَّرَته المقاومة وما زالت تُدافع عن وجودِه وسيادتِه وكيانِه".

وأكمل قبلان متوجّهاً لرئيس الحكومة:

"....ووجود لبنان مرهونٌ منذ عقود بتضحيات "المقاومة" المُستمرّة منذ خمسين سنة وهذا يعني أنّ "المقاومة" تُساوي نصف عمر لبنان منذ تأسيسه !!...".

طبعاً هذا الكلام لأنّ الشيخ أحمد قبلان لا يعرف عن لبنان إلّا ما تلقّنه من كتب "حزب الله".

يوم السبت الماضي نفى "حزب الله" وَمَن يدور في فَلكِه أي مسؤوليّة له عن إطلاق الصواريخ الثلاث من شمال الليطاني باتجاه "المطلّة" وكأنّ بلدنا مَسكونٌ بالأشباح. وإذا كان من أطلق الصواريخ لا يجرؤ على تبنّيها، فما سبب احتفاظه بالسلاح؟

حوالي ثلاثة أشهر مَضَت على بداية عهدٍ مُعوّلٌ عليه إخراج لبنان من جهنّم ومن الحروب ومن التدمير والدمار ومن لعبة "المحاور" و"وحدة الساحات" ومِن "خَيَاليّة" و"غوغائيّة" الشعارات والأوهام.

 ومُعوّلٌ على العهدِ أيضاً إعادة لبنان الى سلامه واستقراره وازدهاره والى محيطه العربي وعمقه الخليجي وأفقه الدولي. هكذا كان الوضع بالظبط  عندما كان لبنان ملتزماً باتفاق الهدنة على حدوده الجنوبيّة. 

ثم جاءت "حرب الإسناد والإشغال والإلهاء" التي خاضها "حزب الله" منذ ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ لتُثبِت بشكلٍ قاطع وبدون أدنى شكّ أنّ "ضعف لبنان" هو بسلاحه غير الشرعي وأنّ "قوّة لبنان" هي بشرعيّته ودستوره وسيادته على كامل أراضيه وبوحدة انتمائه الى داخل الوطن. "قوّة لبنان" تكمن بحياده عن المحاور وبالتزامه بما وقّع عليه منذ اتفاق الهدنة في العام ١٩٤٩ وصولاً الى توقيع حكومة الرئيس ميقاتي، أي حكومة "حزب الله" وحلفائه، توقيعها في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ وبالإجماع، على التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ والقرار ١٥٥٩ والقرار ١٦٨٠، ممّا يعني توقيعها على خلوّ لبنان، كلّ لبنان، شمال الليطاني قبل جنوبه، من أي قطعة سلاح غير شرعي، أكان مع جهة لبنانيّة او غير لبنانيّة، أكان السلاح في المخيّمات او في المربّعات او في المستودعات لا فرق. 

فقد أَقنع أو أَفهم المبعوث الأمريكي - الإسرائيلي هوكستين تفصيليّاً دولة الرئيس نبيه برّي بالمطلوب، فوافق هذا الأخير على الإتفاق وملحقاته بدون أي تحفّظ.

ثلاثة أشهر مضت وقد تمضي أشهراً أخرى ونحن في المجهول.

 فهل نعود الى الوطن والى لغة العقل والمنطق ونسلّم كلّ السّلاح غير الشرعي، سلاح مقاومة وغير مقاومة، للجيش اللبناني قبل خَراب البصرة من جديد؟ 

 

أم سَيَسبِق السَيف العَزل ونعطي لإسرائيل العذرَ والحجّة لاستكمال مخطّطاتها التدميريّة مع دعم أمريكي وعالمي، وقد "فَرجِتنا بروفا" عن ردّات فعلها بعد إطلاق ثلاثة صواريخ هَشَّة من شمال الليطاني، صواريخ لم تصِب ولم تؤذِ نملة في المستوطنة؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa