اذا كان عون مارادونا السياسة فباسيل ميسّي!

22/05/2019 10:12AM

يكاد نائب كسروان العونيّ العميد شامل روكز أن يعلن الثورة...


هو بات قاب قوسين أو أدنى من إطلاق النار السياسية على "عديله" رئيس تكتل العهد القويّ الوزير جبران باسيل.


بين الرّجلين، عدم انسجام واضح منذ انطلاق نجومية باسيل، وبين الرّجلين أيضاً منافسة حقيقية على وراثة باتت شبه محسومة لمصلحة باسيل.


منذ الإنتخابات النيابية الأخيرة، بدا روكز متميّزاً بعض الشيء عن مرشّحي التيّار.


حتّى في البيال يوم إعلان اللائحة، كان روكز مصرّاً على تميّزه. 


محبّوه يرَون فيه صورة رئيس الجمهورية، صورة الرمز ميشال عون.


تاريخ نضاليّ في الجيش اللبنانيّ، مسيرة نزيهة، بطولات ميدانية، ناهيك عن مصاهرة الرمز ميشال عون.


كلّ صفات عون في روكز الا الكاريزما... الكاريزما التي امتلك بها عون قلوب اللبنانيين، والتي استطاع من خلالها فرض نفسه زعيم أكبر تكتلّ نيابيّ منذ الطائف.


المقرّبون من روكز يتحدّثون عن تغريده خارج سرب التيّار. يعتبرون أن إعلانه الثورة العونية، مسألة وقت ليس أكثر. حتى أن بعض المعلومات تتحدّث عن شرخ على مستوى العائلة، وعن تدخّلات حثيثة من عون ومن السيدة الأولى منعاً لإنفلات عقد العائلة.


على خطّ البترون، لا يبدو باسيل مهتمّاً لمواقف روكز. هو يعرف جيّداً أنه أحكم السيطرة على مفاصل التيّار العونيّ وأنه بات الرقم الصعب في المعادلة الحزبية المقبلة.


في الشكل تبدو المقارنة بين الرّجلين منطقية. على الأرض لا مجال لذلك.


روكز بذهنية عسكرية، وبكاريزما ضعيفة، يجابه علماً من أعلام السياسة في العصر الحديث. 


في التيّار، حتى الذين لا يريدون باسيل لا يؤمنون بروكز، وحتى الذين يؤيدون روكز يحبّون فيه صورة الجنرال أكثر من صورة الزعيم.


حتى خصوم باسيل السياسيين، لا يعوّلون على روكز لإضعاف خصمهم. الجميع سلّم بنزاهة المغوار كما سلّم بضعفه على الساحة السياسية.


بين روكز وباسيل الفرق في الموهبة... الموهبة السياسية التي وُلدت بعون وولدت بباسيل لم تلِد بروكز.. السياسية مثل كرة القدم، فيها الإداريون والمموّلون واللاعبون والجمهور، أما النجم النّجم فهو اللاعب.. وإذا كان الرئيس عون هو مارادونا السياسة اللبنانية فإن باسيل هو ميسّي...


من ينصحون روكز لا يخبرونه الحقيقة. لا يطلعونه على واقع الحال، في حال أعلن الطلاق مع باسيل.


من ينصحون روكز، لا يخدمونه، ولا يريدونه نائباً أو وزيراً في السنوات المقبلة. فبمجرّد تغريده خارج السرب سيتحوّل الى نائب سابق وعميد متقاعد ولن يقوى على مجابهة الصهر القويّ حتى بعد رحيل الرمز ميشال عون...

من ينصحون روكز عليهم بإخباره بأنه لا يملك خيارات كثيرة. فما كُتب على حياة الرئيس عون سيبقى على حاله، لأن من أمسك بزمام الأمور يعرف كيف تُدار لعبة السياسة الحزبية والوطنية.


كل هذا الكلام، أتى على خلفية مواقف روكز الأخيرة من التقشّف وتخفيض الضرائب، في تصريح يحمل الكثير من التأويلات. 

كل هذا الكلام، يرتبط بالغد، هذا الغد الذي يتحكّم به واهب الأعمار.


حتى ذلك الوقت سيبقى روكز متميّزاً بمواقفه، وسيحاول أن يبقى صوت الضعفاء والفقراء، الى حين اعلان الثورة من كسروان، التي قد تكون آخر الغيث....


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

تواصل إجتماعي

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa