الولايات المتحدة تبدأ تطبيق رسوم جمركية واسعة النطاق وإضطرابات إقتصادية عالمية

بدأت الولايات المتحدة في تطبيق تعريفات جمركية جديدة ومثيرة للجدل يوم السبت، حيث دخلت حزمة أولية بنسبة 10% على جميع الواردات حيز التنفيذ. هذه الخطوة، التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب، تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة التجارية الأمريكية بعيدًا عن الاتفاقيات متعددة الأطراف. ومن المتوقع أن تتوسع هذه الرسوم لتشمل معدلات أعلى على سلع من عشرات الشركاء التجاريين الرئيسيين في الأيام المقبلة.

بدأ تطبيق الرسوم الأولية في وقت مبكر من صباح السبت في جميع المنافذ الجمركية الأمريكية، مما أعلن عن رفض إدارة ترامب لمنظومة التجارة العالمية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية والقائمة على مبدأ الرسوم المتفق عليها بين الدول.

وصفت الخبيرة التجارية كيلي آن شو هذا الإجراء بأنه "أضخم خطوة تجارية أحادية الجانب" شهدتها على الإطلاق، مشيرة إلى توقعها بتطور هذه الرسوم مع سعي الدول لإعادة التفاوض. وأكدت أن هذه الخطوة تمثل "تغييرًا جذريًا وهامًا" في كيفية تعامل الولايات المتحدة تجاريًا مع دول العالم.

وقد أدى الإعلان المفاجئ عن هذه الرسوم يوم الأربعاء إلى إحداث صدمة في الأسواق المالية العالمية، حيث شهدت الأسهم انخفاضات حادة تجاوزت التريليونات من الدولارات. كما تراجعت أسعار النفط والسلع، بينما لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل السندات الحكومية.

شملت الدفعة الأولى من الدول التي ستخضع لرسوم الـ 10% دولًا مثل أستراليا وبريطانيا والسعودية ومصر والأرجنتين وكولومبيا.

أصدرت سلطات الجمارك الأمريكية تعليمات لشركات الشحن بشأن بدء تطبيق الرسوم، مع منح فترة سماح محدودة للشحنات التي كانت في طريقها بالفعل إلى الولايات المتحدة قبل تاريخ البدء.

وفي نفس التوقيت من يوم الأربعاء القادم، من المقرر أن تدخل حزمة أخرى من الرسوم الجمركية "المضادة" التي فرضها ترامب حيز التنفيذ، والتي تتراوح نسبها بين 11% و50% على سلع محددة قادمة من الاتحاد الأوروبي والصين، مما سيرفع إجمالي الرسوم على بعض السلع الصينية إلى مستويات قياسية.