إحباط محاولة تهريب ضخمة للكبتاغون من سوريا إلى العراق

أعلنت السلطات العراقية اليوم الاثنين عن إحباط محاولة لتهريب 400 ألف قرص من مخدر الكبتاغون قادمة من شرق سوريا عبر نهر الفرات. يأتي هذا الإعلان في ظل تنامي تجارة المخدرات في العراق وتزايد استهلاكها، مما يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن العراق كان قد أعلن قبل ثلاثة أسابيع عن ضبط أكثر من طن من الكبتاغون مصدره سوريا عبر تركيا، وهو أول إعلان من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد المتهم بتصنيع هذا المنشط على نطاق واسع.

وأوضح العميد مقداد ميري، الناطق باسم وزارة الداخلية، في بيان أن قوات حرس الحدود تمكنت من إفشال عملية التهريب في منطقة الباغوز شرق سوريا، حيث كانت المخدرات مخبأة داخل عبوات بلاستيكية محكمة الإغلاق. كما أشار إلى إحباط محاولة تهريب أخرى قبل أسبوع لـ 30 ألف حبة من المخدر نفسه عبر نفس الطريق، وكانت مخبأة بطريقة مماثلة داخل علب بلاستيكية وملفوفة بالقصب للتمويه.

ويعتبر العراق، الذي يشترك في حدود مع سوريا وإيران والسعودية والكويت، معبرًا رئيسيًا لتهريب المخدرات، وقد تحول في السنوات الأخيرة إلى مركز هام لتجارة الكبتاغون والكريستال ميث. وغالبًا ما تعلن بغداد عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات، وخاصة الكبتاغون الذي تعتبر السعودية وجهته الأساسية.

ويُصنف الكبتاغون، وهو مخدر سهل التصنيع ويتكون عادة من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى، من قبل الأمم المتحدة كأحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة، وقد أصبح المخدر الأول من حيث التصنيع والتهريب والاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

وبيّن تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عام 2024 أن العراق شهد زيادة كبيرة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة الكبتاغون والميثامفيتامين.

وفي سياق متصل، أقر مصدر دبلوماسي مطلع في مارس الماضي بصعوبة تقدير حجم نشاط شبكات إنتاج وتهريب الكبتاغون في سوريا، مشيرًا إلى هشاشة السيطرة في المنطقة ومحدودية وسائل المكافحة بسبب الوضع الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سوريا.

وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، استمرار تجارة الكبتاغون ونشاط خلايا التهريب، على الرغم من توقف مصانع الكبتاغون التي أنشأها النظام السوري السابق في الساحل.