لماذا تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية التي فرضها؟

بعد مرور أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على عشرات من شركاء بلاده التجاريين، عاد ليفاجئ الجميع بتعليق جزء من هذه الرسوم لمدة 90 يومًا.

ففي منشور نشره يوم الأربعاء عبر منصة "تروث سوشيال"، أعلن ترامب بشكل غير متوقع تعليق بعض الرسوم، مع الإبقاء على نسبة 10% فقط، لإفساح المجال أمام المفاوضات، فيما رفع الرسوم المفروضة على البضائع الصينية إلى 125%.

وأثار هذا التراجع المفاجئ تساؤلات عديدة بشأن خلفيات القرار. وسرعان ما خرج وزير الخزانة سكوت بيسنت لتوضيح الموقف، مشيرًا إلى أن القرار نوقش خلال لقاء جمعه بالرئيس ترامب يوم الأحد الماضي.

وقال بيسنت، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، إن هذه الخطوة كانت جزءًا من "خطة مدروسة منذ البداية"، مشيرًا إلى أن أكثر من 75 دولة، بينها اليابان، تواصلت مع واشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاقات لتخفيف الرسوم.

ورغم غياب تفاصيل دقيقة من الجانب الرسمي، إلا أن أحد كبار المسؤولين في وزارة الخزانة أوضح أن هذا التعليق المؤقت جاء نتيجة وجود مفاوضات نشطة مع عدة دول. وأكد أن فريق ترامب يقف خلف هذه الاستراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن القومي، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال. 

كما كشفت مصادر أن ترامب منح سكوت بيسنت سلطات أوسع داخل فريق مستشاريه التجاريين، فيما أشار أحد المقربين من النقاشات إلى أن بيسنت كان أحد أبرز المحفزين لترامب على التركيز على التفاوض بدلًا من التصعيد.

إلى جانب ذلك، أكدت مصادر في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب تأثر كذلك بتراجع سوق الأسهم، إلى جانب اتصالات متكررة من قادة شركات كبرى ومسؤولين في جماعات ضغط، عبّروا فيها عن قلقهم من تداعيات السياسات الجمركية على الاقتصاد.

ووفقًا لأحد مساعدي البيت الأبيض، فقد تلقت سوزي وايلز، كبيرة موظفي الإدارة، سيلًا من الرسائل من مسؤولين تنفيذيين يطلبون "حلاً للخروج من الأزمة".

وكان ترامب قد دعا قبل يومين عبر منصته الإلكترونية إلى التزام الهدوء وعدم الهلع، وأخبر مستشاريه أنه مستعد لتحمّل "بعض الألم" الناتج عن سياساته التجارية، مؤكدًا، بحسب مصادر، أنه يريد التأكد من أن هذه السياسات لن تدفع بالبلاد نحو الكساد.

ويُشار إلى أن هذه التطورات جاءت في أعقاب أسبوع من اضطرابات حادة في الأسواق المالية، تكبدت خلالها البورصات العالمية خسائر بمليارات الدولارات.