رحيل السفيرة الأميركية من كييف تزامنًا مع تحول سياسة ترمب تجاه أوكرانيا وروسيا

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس عن مغادرة سفيرة الولايات المتحدة في كييف، بريدجيت برينك، لمنصبها. يأتي هذا القرار في ظل سعي الرئيس دونالد ترمب لاتباع نهج جديد يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، والذي يتضمن التقارب مع روسيا.

وكان الرئيس السابق جو بايدن قد عين برينك سفيرة لدى أوكرانيا، وقد باشرت مهامها في مايو 2022، بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي الذي استدعى تقديم الولايات المتحدة مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لكييف. وعلى الرغم من أن مغادرة السفراء بعد عدة سنوات في مناصبهم، خاصة في مناطق الصراع حيث يندر اصطحاب العائلات، أمر معتاد، إلا أن رحيل برينك يكتسب دلالة خاصة في ظل التغيير الجذري الذي طرأ على سياسة ترمب تجاه أوكرانيا مقارنة بالإدارة السابقة.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، نبأ عودة السفيرة، مشيرة إلى أنها خدمت "لمدة ثلاث سنوات خلال فترة الحرب" وقدمت أداءً "استثنائياً"، متمنية لها التوفيق. وأضافت أن "هدفنا هو إنهاء هذه الحرب".

يُذكر أن الرئيس الجمهوري، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بحل الأزمة الأوكرانية "في غضون 24 ساعة"، قد أظهر تقاربًا ملحوظًا مع موسكو منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. ويسعى ترمب إلى إنهاء الصراع المستمر في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات والذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا.

وفي سبيل تحقيق ذلك، كسر ترمب العزلة الدبلوماسية التي فرضتها الدول الغربية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب بدء الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا في فبراير 2022. وقد عقد مسؤولون أميركيون محادثات منفصلة الشهر الماضي مع وفدين روسي وأوكراني في السعودية، لكنها لم تسفر عن وقف شامل للقتال.

وبعد ضغوط أميركية، وافقت كييف في 11 مارس على هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا. إلا أن بوتين رفض هذه المبادرة خلال اتصال هاتفي مع ترمب، ووافق فقط على عدم استهداف منشآت الطاقة ووقف العمليات القتالية في البحر الأسود. ومع ذلك، تبادلت موسكو وكييف منذ ذلك الحين الاتهامات بشن هجمات على منشآت الطاقة.