ثورة في عالم العلاج: روبوتات توصل الأدوية مباشرة إلى الخلايا المستهدفة

13/04/2025 11:20AM

بينما كانت الروبوتات الصغيرة القادرة على الزحف داخل الأنقاض أو التنقل في الجسم البشري لتوصيل الأدوية تُعد حتى وقت قريب جزءاً من عالم الخيال العلمي، بات الواقع اليوم يقترب بسرعة من تحقيق هذه الرؤية.

ففي جامعة ولاية بنسلفانيا، يقود فريق من الباحثين الدوليين مشروعاً رائداً لتطوير روبوتات لينة تتميز بمرونتها وقدرتها على التكيف مع البيئات المعقدة، سواء داخل جسم الإنسان أو في مواقع الكوارث، بحسب ما أفاد موقع "ساي تك ديلي".

الروبوتات اللينة: نقلة نوعية في التصميم

ما يميز هذه الروبوتات عن النماذج التقليدية الصلبة هو استخدامها لمواد مرنة تحاكي حركة الكائنات الحية، ما يتيح لها الدخول إلى المساحات الضيقة والتنقل بسلاسة وسط العقبات. هذه الصفات تجعلها مثالية لمهام دقيقة مثل البحث والإنقاذ تحت الأنقاض أو توصيل الأدوية داخل الجسم بدقة عالية.

التحديات التقنية: الذكاء والتكامل

رغم الإمكانيات الكبيرة، فإن التحديات التقنية كانت ولا تزال حاضرة، خاصة فيما يتعلق بدمج الإلكترونيات وأجهزة الاستشعار في هياكل هذه الروبوتات دون التأثير على مرونتها. ويقول البروفيسور هوانيو لاري تشينغ، أحد أعضاء الفريق، إن التحدي الأبرز هو تعزيز قدرة الروبوتات على التفاعل مع البيئة من تلقاء نفسها، دون الحاجة إلى توجيه مستمر من البشر.

الحل: إلكترونيات مرنة ومستجيبة للبيئة

ويتم حالياً التركيز على تطوير إلكترونيات مرنة يمكن دمجها داخل أجسام هذه الروبوتات، مما يعزز وظائفها دون التأثير على ليونتها. وتشمل الحلول التقنية أيضاً تقليل التداخلات الكهرومغناطيسية، ما يسمح بتشغيل الحساسات الدقيقة بكفاءة في بيئات مليئة بالتشويش.

من ساحات الإنقاذ إلى جسم الإنسان

هذه التكنولوجيا الواعدة لا تقتصر على التطبيقات الصناعية أو العسكرية، بل تمتد إلى مجالات إنسانية وطبية حيوية. ففي حالات الكوارث، يمكن لهذه الروبوتات الزحف داخل الأنقاض للعثور على ناجين، أما في الطب، فيمكن برمجتها للاستجابة لتغيرات بيولوجية كدرجة الحموضة أو الضغط، ما يتيح توصيل العلاجات بدقة متناهية أو حتى جمع عينات من داخل الجسم.

حبوبات روبوتية... مستقبل التشخيص

أحد المشاريع المبتكرة التي يعمل عليها الفريق هو تطوير حبوبات روبوتية قابلة للابتلاع، قادرة على التنقل عبر الجهاز الهضمي لرصد الأمراض أو توصيل العلاجات إلى مناطق محددة. هذه التقنية قد تمثل ثورة حقيقية في مجال التشخيص غير الجراحي والعلاج المستهدف.

آفاق جديدة في العلاجات الوعائية

وفي تطور أكثر جرأة، يعمل الباحثون على إمكانية حقن هذه الروبوتات في الأوعية الدموية لعلاج أمراض القلب أو توصيل الدواء مباشرة إلى المناطق المصابة، ما يفتح المجال أمام عصر جديد من العلاجات الدقيقة وغير الجراحية.

ورغم أن هذه الروبوتات لم تُمنح اسماً رسمياً بعد، إلا أن التطورات الجارية تشير إلى أنها ستكون حجر الأساس في مستقبل التكنولوجيا الطبية. ومع مواصلة الأبحاث، يُتوقع أن تُحدث هذه الابتكارات تحولاً جذرياً في طريقة تعاملنا مع التحديات الطبية والإنسانية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa