لويس لو برانس... الأب المنسي للسينما الذي اختفى في ظروف غامضة

20/04/2025 09:04AM

على مدى القرون الماضية، ساهم عدد كبير من المبتكرين في تطور الكاميرا وفن التصوير السينمائي، من خلال تجارب رائدة شكّلت اللبنة الأولى لهذا الفن. وبينما تبرز أسماء مثل الأخوين أوغست ولويس لوميار، ولويس داغير، وتوماس إديسون، فإن التاريخ لا يغفل ذكر لويس لو برانس، الذي يُعرف بـ"أب التصوير السينمائي".

ورغم ابتكاراته المبكرة في تطوير آلة التصوير السينمائي، فإن حياة لو برانس انتهت على نحو غامض، إذ اختفى فجأة في عام 1890 دون أن يُعثر له على أي أثر، لتُطوى صفحة أحد أبرز الرواد في بدايات السينما.

أول فيلم سينمائي في التاريخ

في عام 1888، قدّم لويس لو برانس، وهو مخترع فرنسي الأصل، ما يُعتبر أول شريط فيديو في تاريخ البشرية، عبر فيلم قصير بعنوان "مشهد حديقة راوندهاي" (Roundhay Garden Scene). في هذا المقطع، صوّر ثلاثة من أفراد عائلته في حديقة بمدينة ليدز الإنجليزية، في مشهد لم يتجاوز ثانيتين.

كان هذا الإنجاز ثمرة اختراع كاميرا تعمل على تمرير بكرة متواصلة من فيلم مصنوع من السيلولويد أمام العدسة، وقد حصل لو برانس على براءة اختراع لهذا الجهاز في نفس الفترة. ومع تراكم الديون على عائلته، سعى إلى تسويق ابتكاره تجارياً لتأمين دخل يساعده على تجاوز أزمته المالية.

سباق الابتكار... ثم الاختفاء

بالتزامن مع تحرّك لو برانس نحو عرض كاميرته في الولايات المتحدة، كان مختبر توماس إديسون – المدعوم مالياً بشكل كبير – يطوّر تقنيات مشابهة، ويدفع بها إلى الأسواق.

وفي يوم 16 سبتمبر 1890، شوهد لويس لو برانس للمرة الأخيرة في محطة قطار مدينة ديجون الفرنسية. وقد أفادت زوجته بأنه كان متوجهاً إلى نيويورك لعرض كاميرته للمرة الأولى أمام الجمهور الأميركي، إلا أنه اختفى قبل أن يتمكن من ذلك.

شكوك تحيط بإديسون

بعد أسابيع قليلة من اختفاء لو برانس، تقدم توماس إديسون بطلب للحصول على براءة اختراع كاميرا سينمائية مشابهة لجهاز لو برانس، مما أثار الشبهات حينها، خاصة لدى عائلة المخترع الفرنسي. فقد ألمحت زوجته إلى احتمال تورّط إديسون في اختفاء زوجها أو مقتله بهدف الاستيلاء على ابتكاره.

في المقابل، رفض أنصار إديسون هذه الاتهامات، مشيرين إلى احتمال انتحار لويس بسبب ضائقته المالية.

ضياع الحقوق... ومصير مجهول

لم تتمكن عائلة لو برانس من استعادة حقوق اختراعاته أو إثبات ملكيتها، إذ لم يُعلَن عن وفاته رسمياً حتى عام 1897، ما حال دون اتخاذ أي إجراءات قانونية في تلك السنوات الحاسمة. ومع استمرار إديسون في ترسيخ اسمه كأحد الآباء المؤسسين للسينما، ضاعت إسهامات لو برانس في زحمة التاريخ، وبقي اسمه حبيس الظلال، رغم كونه السبّاق في تقديم أول تجربة سينمائية موثقة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa