تعزيز الشراكة بين موسكو وطهران: اتفاقيات استراتيجية في الطاقة والنووي

في خطوة جديدة تعكس تقارباً متزايداً بين موسكو وطهران، أعلن مسؤولون إيرانيون وروس يوم الجمعة عن توقيع اتفاقيات أولية لتوريد 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً لإيران، إلى جانب تمويل محطة طاقة نووية جديدة على الأراضي الإيرانية.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه الضغوط الغربية على البلدين، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى عزل إيران دولياً ما لم تلتزم باتفاق نووي جديد يخضع منشآتها للتفتيش الدولي.

اتفاق ضخم رغم العقوبات

ورغم أن إيران تمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم بعد روسيا، إلا أن العقوبات الأميركية وانخفاض الاستثمارات أجبرت طهران على استيراد الغاز من دول مجاورة كتركمانستان. الاتفاق مع روسيا – الذي لم يُحدد سعره بعد – يعكس تحركاً استراتيجياً لتأمين الإمدادات، لا سيما في فترات الذروة.

وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد، الذي زار موسكو هذا الأسبوع، أعلن أن روسيا ستبدأ بتزويد إيران بـ1.8 مليار متر مكعب من الغاز خلال هذا العام، مع إمكانية رفع الكمية إلى 55 مليار متر مكعب مستقبلاً، وهو ما يعادل تقريباً قدرة خط "نورد ستريم 1" الذي كان يربط روسيا بأوروبا قبل توقفه.

محطة نووية جديدة بتمويل روسي

ضمن الاتفاقيات، تعهدت موسكو أيضاً بتمويل بناء محطة نووية جديدة في إيران باستخدام تسهيلات ائتمانية روسية. يُذكر أن روسيا ساهمت سابقاً في بناء أول مفاعل نووي في بوشهر، ويبدو أنها تواصل تعزيز دورها في مشاريع الطاقة الاستراتيجية في إيران.

تعاون نفطي واسع النطاق

كشف باك نجاد عن خطة لتوقيع اتفاقية بقيمة 4 مليارات دولار مع شركات روسية لتطوير سبعة حقول نفط إيرانية، وهي خطوة مهمة تهدف لتعويض النقص في استثمارات الشركات الغربية التي غادرت السوق الإيراني بفعل العقوبات.

نحو مركز إقليمي للغاز

إيران وروسيا تبحثان منذ فترة طويلة إنشاء مركز إقليمي لتوزيع الغاز في إيران، بمشاركة محتملة من دول كقطر وتركمانستان. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين "غازبروم" الروسية والشركة الوطنية الإيرانية للغاز لتزويد السوق الإيرانية بالغاز الروسي، دون الإعلان عن مسار خطوط الأنابيب.

تطابق في المواقف داخل أوبك+

في السياق ذاته، التقى باك نجاد مع المسؤول الروسي ألكسندر نوفاك لمناقشة تطورات سوق النفط العالمية في إطار تحالف أوبك+. وأكد الوزير الإيراني أن التحالف سيتخذ قرارات لضمان استقرار السوق في ظل الغموض الناجم عن النزاعات التجارية والتغيرات الجيوسياسية.